![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَحْدَةُ الْمَسِيحِيِّينَ عَلامَةٌ صَلَّى يَسُوعُ لِوَحْدَةِ الْمَسِيحِيِّينَ، لِتَكُونَ عَلامَةً لِلْعالَمِ، تَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَسُوعَ قَدْ أَتَى مِنْ عِنْدِ اللهِ فِعْلًا. إِنَّ وَحْدَةَ الْمُؤْمِنِينَ هِيَ الْعَلامَةُ الأُولَى لِلبِشَارَةِ: "لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ بِأَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي" (يُوحَنَّا 17: 21). فَالوَحْدَةُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ هِيَ عَلامَةٌ وَرَمْزٌ لِلوَحْدَةِ بَيْنَ يَسُوعَ وَالآبِ. وَيُرَكِّزُ إِنْجِيلُ يُوحَنَّا كَثِيرًا عَلَى هذِهِ الْعَلاقَةِ بَيْنَ الآبِ وَيَسُوعَ (رَاجِعْ يُوحَنَّا 19: 5؛ 6: 28؛ 10: 25). وَإِذَا كَانَتْ وَحْدَةُ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَسْأَلَةٍ تَنْظِيمِيَّةٍ، بَلْ هِيَ ثَمَرَةُ الْعَمَلِ الإِلَهِيِّ، فَلَابُدَّ أَنْ تَكُونَ مَرْئِيَّةً تَارِيخِيًّا، لأَنَّ الْعَالَمَ يَحْتَاجُ أَنْ يَرَى وَحْدَتَنَا. كَمَا جَاءَ فِي تَعْلِيمِ يَسُوعَ: "إِذَا أَحَبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، عَرَفَ النَّاسُ جَمِيعًا أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي" (يُوحَنَّا 13: 35). إِنَّ وَحْدَةَ الْمَسِيحِيِّينَ الرُّوحِيَّةَ تُقْنِعُ الْعَالَمَ بِصِحَّةِ إِرْسَالِيَّتِهِمْ. وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ مَصْدَرُ الْوَحْدَةِ، فَإِنَّهَا تَشْهَدُ أَمَامَ الْعَالَمِ بِحَقِيقَةِ رِسَالَتِهِ؛ وَمِنْ هذَا الْمُنْطَلَقِ، فَإِنَّ الْعَلامَةَ الْوَحِيدَةَ الَّتِي تَرَكَهَا يَسُوعُ لإِخْوَتِهِ، لَيْسَتْ تَنْظِيمًا كَنَسِيًّا، وَلَا جَمَالًا لِلْمَرَاسِيمِ الدِّينِيَّةِ، وَلَا تَمَاسُكًا لِعَقَائِدِنَا، بَلِ: الْوَحْدَةُ فِي الْمَحَبَّةِ الْمُعَاشَةِ فِي عَلَاقَاتِنَا الْأُخُوِيَّةِ الْيَوْمِيَّةِ. يَرَى النَّاسُ حُضُورَ الْمَسِيحِ فِي وَسَطِهِمْ مِنْ خِلَالِ الْمَحَبَّةِ الْمُتَبَادَلَةِ: "إِذَا أَحَبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، عَرَفَ النَّاسُ جَمِيعًا أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي" (يُوحَنَّا 13: 35). فَالْوَحْدَةُ فِي الْمَحَبَّةِ نِدَاءٌ كَيْ يُؤْمِنَ الْعَالَمُ. وَدُونَ الْوَحْدَةِ الْمَرْئِيَّةِ، لَا يُولَدُ الْإِيمَانُ، لِأَنَّهُ تَنْقُصُ الْمَحَبَّةُ، وَهِيَ الطَّرِيقُ الْوَحِيدُ كَيْ تُؤْمِنَ الْقُلُوبُ بِالسَّيِّدِ الْمَسِيحِ، وَتُرَحِّبَ بِكَلِمَتِهِ عَلَى أَنَّهَا كَلِمَةُ الْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ لَهُ. فَعَيْشُنَا كَإِخْوَةٍ هُوَ بُشْرَى عَمَلِيَّةٌ، وَعَمَلٌ نَبَوِيٌّ، وَرَجَاءٌ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الْبَشَرِ؛ بَلْ هُوَ: أَوَّلُ ارْتِدَادٍ، وَأَوَّلُ عَمَلٍ رَسُولِيٍّ َبْشِيرِيٍّ نَقُومُ بِهِ. فَالتَّبْشِيرُ يَتِمُّ أَوَّلًا عِنْدَمَا تَشِعُّ الْحَيَاةُ الْأُخُوِيَّةُ: "أُنْظُرُوا كَمْ يُحِبُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا!" فَأَيْنَ جَوَابُنَا، وَجَوَابُ رَعَايَانَا الْمَسِيحِيَّةِ، وَكَنَائِسِنَا، عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ؟ |
![]() |
|