![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ فَمَنْ يَقِفُ؟ [3] حين يصرخ المتألم من أعماق قلبه لا يشكو إلى الرب من الضيق، ولا يلقي باللوم على الآخرين أو الظروف المحيطة به، إنما يعترف بخطاياه، ويشعر بعجزه عن الوقوف أمام القدوس. وفي نفس الوقت لا يرى الله مترصدًا له، لكي يعاقبه على كل ضعفٍ أو خطيةٍ، إنما يترقب خلاصه. * إنه يكشف من أي عمقٍ يصرخ. إنه يصرخ من تحت الأثقال والأمواج المتلاطمة... لم يقل: "ربما أقف" بل "فمن يقف؟" لقد رأى كأن كل الحياة البشرية تقريبًا من كل جانب تئن بسبب خطاياها، لأن كل الضمائر موضع اتهام من أفكارها نفسها، فلا يوجد قلب طاهر يثق في برِّه الذاتي. القديس أغسطينوس * "فمن يقف": بمعنى آخر، كمن يقول: "أنا خاطي، أنا مملوء بالخطايا التي بلا حصر، لا أستطيع أن اقترب وأصلي وأدعو الله"... إنه يستحيل لأي شخص أن يكون موسوسًا في أموره وينال رحمة أو رأفة. نقول هذا لا لكي نجعل النفوس في عدم مبالاة، إنما لكي نعطي راحة للساقطين في اليأس، تذكروا: من يفتخر بأن قلبه نقي أو من يثق أنه متحرر من الخطايا...؟ "فمن يقف؟" لم يقل "فمن يهرب؟"، وإنما "فمن يقف؟" يقول إنه لم يعد قادرًا أن يقف بسرعة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
|