صرخ أيضًا موسى قبل أن يحرك شفتيه، وسمع صوت الرب: "ما لك تصرخ إليّ" (خر 14: 15).
وصرخ قلب هابيل وهو يحتضر، وسمع الرب لصرخات دمه المسفوك بيد أخيه قايين.
وسط الضيق إذ يصرخ المؤمن من أعماق قلبه تتحول مرثاته إلى تسبحة مملوءة بالرجاء المفرح.
* صرخ يونان من الأعماق، من بطن الحوت (يون 2: 2). لم يكن فقط تحت الأمواج، بل وفي أحشاء الوحش. ومع هذا فإن الأمواج والجسم لم يمنعا صلاته من بلوغها إلى الله. لم يستطع بطن الوحش أن يحبس صوت صلاته. لقد اخترقت كل الأشياء، واندفعت بقوة عبر كل الأشياء، وبلغت أذني الله، لأن أذني الله كانتا في قلب ذاك الذي صلى.
* من أين يصرخ؟ من الأعماق. إذن من هو هذا الذي يصرخ؟ خاطئ. وبأي رجاء يصرخ؟ لأن الذي جاء لكي يغفر الخطايا يعطي رجاءً للخاطي حتى الذي في الأعماق.
القديس أغسطينوس