إن كانت دبورة قد مدحت الأسباط المشتركة مع باراق في الجهاد، فبلطف وأدب وبخت الأسباط التي رفضت الاشتراك معه، خاصة تلك التي قطنت شرقي الأردن في أرض جلعاد "سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى(65)"، وقد اشترك معهما في هذا التهاون سبطا دان وأشير.
رأينا في دراستنا لسفر العدد أن السبطين والنصف سبط الذين أرادوا السكنى شرقي الأردن يمثلون اليهود الذين لم ينعموا بعبور الأردن ليتمتعوا بميراث العهد الجديد(66)، أما سبط دان فيرى بعض الآباء أنه يشير إلى الهراطقة إذ منهم يخرج ضد المسيح في عصر الارتداد(67)، أما أشير فتذكر دبورة أنه كان مقيمًا على ساحل البحر أي مرتبطًا بقلاقل العالم واضطراباته. وكأن الفئات التي تحرم من إكليل النصرة هم رافضوا المسيح يسوع (اليهود)، والهراطقة الحاملون لروح ضد المسيح، ومحبو العالم والغارقون في اهتماماته.