![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فجاءت (راعوث) إلى حماتها فقالت مَنْ أنتِ يا بنتي؟ فاخبرتها بكل ما فعل لها الرجل ( را 3: 16 ) ما أجمل كلمات نُعمي وهي تسأل راعوث "مَنْ أنتِ يا بنتي؟" فقد تغيرت راعوث. إن راعوث التي تقف أمامها الآن ليست هي راعوث التي تركتها الليلة الماضية ونزلت إلى البيدر. فنحن لا يمكن أن نكون مع الرب ونبقى على ما نحن عليه، بل متى نكون في محضره فلا بد أن نتغير إلى صورته. لكنني لا أظن أن هذا ما كانت تقصده نعمي. فهي تعلم أن بوعز وليّ، وهي قد أرسلت إليه راعوث حتى تجد راحة، وهي تعلم ماذا يفعل الولي الأمين، فرأت في راعوث العروس المختارة لبوعز. وكانت نعمي تنتظر راعوث كعروس بوعز لا كراعوث الموآبية، لذلك فسؤالها يعني: هل أصبحتِ يا بنتي واحداً مع بوعز؟ هل وجدتِ راحة بجواره؟ إنه سؤال فاحص للضمير والقلب في راعوث، فمن كانت، وبماذا تُجيب على سؤال حماتها؟ عند نفسها كانت لا تزال الأرملة المسكينة الفقيرة، وإن كان لديها شيئاً حسناً للتكلم به فهو كله من عند بوعز. وهكذا تتحول أفكارها مرة أخرى عن ذاتها وتتجه نحو بوعز، فتذكرت صلاحه وقوته، كلماته ووعوده "فأخبرتها بكل ما فعل لها الرجل". واستطاعت أن تُري حماتها هذه الستة من الشعير، فقد كان هذا بعضاً من غناه، وكان لنعمي أن تشارك راعوث في ما حصّلته منه. |
|