أبيا بن رحبعام " وَاسْمُ أُمِّهِ مِيخَايَا بِنْتُ أُورِيئِيلَ مِنْ جَبْعَةَ" (13: 2).
والحقيقة أنه في الفكر اليهودي يمكن أن يدعى الإنسان باسم أبيه أو باسم جده أو باسم أمه أو باسم جدته، فمن يحمل شهرة أعظم هو الذي يُنسب له الإنسان، وعلاوة على هذا كثيرًا ما يحمل الشخص اليهودي اسمين، وإذا تتبعنا الأخبار بتدقيق نلاحظ الآتي:
1- لم ينجب أبشالوم إلاَّ بنتًا واحدة وهي ثامار: "وَوُلِدَ لأَبْشَالُومَ ثَلاَثَةُ بَنِينَ وَبِنْتٌ وَاحِدَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ" (2صم 14: 27) وقد أسماها أبشالوم على اسم أخته ثامار.
2- تزوجت ثامار ابنة أبشالوم بأوريئيل وأنجبت معكة، فمعكة هي ابنة ثامار وأوريئيل، ولكن بسبب شهرة جدها أبشالوم دُعيت معكة بنت أبشالوم مع أنها حفيدته، وتزوجت معكة برحبعام بن سليمان وأنجبت أبيا، وهذا يتوافق تمامًا مع ما جاء في (1مل 15: 2؛ 2أي 11: 20).
3- معكة لها اسم آخر وهو ميخايا، إذًا ميخايا هي هي معكة ابنة ثامار وأوريئيل وحفيدة أبشالوم، وهي زوجة رحبعام وهي أم أبيا، ولذلك دُعيت " مِيخَايَا بِنْتُ أُورِيئِيلَ" (2 أي 13: 2).
4- جاء في سفر الملوك عن آسا بن أبيا (أبيام) بن رحبعام " وَاسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ" (1مل 15: 10) فالكاتب هنا:
أ - ينسب معكة إلى جدها أبشالوم.
ب - ينسب آسا إلى جدته معكة أم أبيا والد آسا.
وهذا أمر متعارف عليه في الكتاب المقدَّس، فمثلًا نجد في ثلاث آيات متتالية يُنسب آسا إلى داود رغم أن بينهما ثلاثة أجيال فآسا هو ابن أبيا بن رحبعام بن سليمان بن داود: "وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ" (1مل 15: 11) ويعتبر الكتاب أن كل من أبيا ورحبعام وسليمان أباء آسا " وَنَزَعَ جَمِيعَ الأَصْنَامِ الَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ" (1مل 15: 12) وأيضًا ينسب آسا إلى معكة مع أنها جدته " حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّهُ خَلَعَهَا" (1مل 15: 13)