أحد الهبات التي يقدِّمها الله لشعبه أن يوجد بينهم فقراء حتى تمتد أيديهم بالحب والعطاء، فينالون بركة العطاء، ويتمتَّعون بعمل الله معهم: "لأنَّه لا تُفقد الفقراء من الأرض" [11]، فيحنو الرب علينا بحبُّه. وجود فقراء بيننا أو معتازين إلى شيء ما هو إلاَّ فرصة لكي نفتح قلوبنا بالحب وأيادينا بالعطاء (تث 15: 11).
يقول السيِّد المسيح: "لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ.. كُلِّ حِينٍ" (يو 12: 8). أنَّها بركة لكي يجد الأغنياء الصالحين فرصة العطاء بكل القلب، ويرفع الفقراء قلوبهم بالشكر لله واهب الحب. لكن التفاوت الخطير ووجود فقراء مدقعين هو ثمرة من ثمار خطايانا وفساد قلوبنا.
وإذ يعلم السيِّد أن الخطيَّة لا تفارق العالم الحاضر أكَّد أن الفقراء معنا في كل حين. إذن الحاجة هي إلى تقديس القلب، فنعمل ما استطعنا مع الفقراء، ونرفع بالحب هذا التفاوت بصورته القاسية.