منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 09 - 2025, 12:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,359,841

قَلبٌ مُتَشبِّهٌ بِالمَسيح يَبحَثُ دائِمًا عَن خِدمَةِ الآخَرينَ

التَّواضُعُ في خُطى المَسيح



يُريدُنا يَسوعُ أَن نَحمِلَ سِمَةَ التَّواضُعِ لِكَي نَلتَقي بِهِ، وَهُوَ يُرمَزُ إِلَيهِ هُنا بِعَدمِ اختِيارِ المَقاعِدِ الأُولى، بَلِ المَقعَدِ الأَخير. وَهَذا الاِختِيارُ لَيسَ إِذلالًا وَلا شُعورًا بِالنَّقص، بَل حُبًّا وَتَشبُّهًا بِالمَسيحِ الَّذي اختارَ المَقعَدَ الأَخير. هَذا التَّواضُعُ هُوَ "عَلامَةُ المَسيح" كَما يَقولُ القِدِّيس أُوغسطينوس.



التَّواضُعُ الَّذي يَدعو إِلَيهِ يَسوعُ يُعارِضُ الاِهتِمامَ الفِرِّيسِيَّ وَالعالَمَ اليَهودِيَّ آنذاكَ بِالمَناصِبِ وَالدَّرَجات. وَمَعَ ذلِكَ، يُمكِنُ لِلإِنسانِ أَن يَجلِسَ في المَقاعِدِ الأُولى إِذا كانَ مُستَحِقًّا لَها، شَرطَ أَلّا يَسعَى إِلَيها بِنَفسِهِ، بَل يَترُكَ لِلآخَرينَ أَن يُكرِّموهُ بِدَعوَتِهِ: "قُمْ إِلى فَوق" (لوقا 14: 10). هُوَ تَواضُعُ ابنِ الله، أَي تَواضُعُ المَحبَّة. وَكَمَا يَقولُ أُوغسطينوس: "حَيثُ التَّواضُع، هُناكَ المَحبَّة".



التَّواضُعُ وَوَصِيَّةُ المَحبَّةِ الجَديدَة



عَلى المَسيحِيِّ أَن يَسيرَ وَفقَ طُرُقِ هَذا التَّواضُعِ "الجَديد" لِكَي يَقدِرَ أَن يَعيشَ الوَصِيَّةَ الجَديدَة، وَصِيَّةَ المَحبَّة. كَما يُذَكِّرُنا بُولُسُ الرَّسُول: "أُناشِدُكُم إِذًا، أَنا السَّجينَ في الرَّبّ، أَن تَسيروا سيرَةً تَليقُ بِالدَّعوَةِ الَّتي دُعيتُم إِلَيها، سيرَةً مِلؤُها التَّواضُعُ وَالوَداعَةُ وَالصَّبر، مُحتَمِلينَ بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة" (أَفسُس 4: 2). فالمَقعَدُ الأَوَّلُ الَّذي يَنبَغي أَن نَطلُبَهُ لَيسَ مَوضِعَ الكَرامَةِ وَالمَظاهِر، بَل مَكانَ الخِدمَةِ حَيثُ نُشبِهُ يَسوعَ "الَّذي جاءَ لا لِيُخدَمَ بَل لِيَخدُم" (مَرقُس 10: 45).



التَّواضُعُ طَريقُ القَداسَة



التَّواضُعُ هُوَ الطَّريقُ الأَنجَعُ لِمَن يُريدُ السَّيرَ في دَربِ القَداسَة: "وَأَنتُمُ الَّذينَ اختارَهُمُ اللهُ فَقَدَّسَهُم وَأَحبَّهُم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ وَاللُّطْفِ وَالتَّواضُعِ وَالوَداعةِ وَالصَّبر" (قولُسِّي 3: 12). مَن يُمارِسُ التَّواضُعَ يَقتَلِعُ الخَطايا مِن جُذورِها، مِثلَ العَشّارِ الَّذي لَم يَذكُر حَسَناتِهِ، بَلِ اكتَفى بِأَن يَقرَّ بِخَطيئَتِهِ، فَوَجَدَ التَّبريرَ أَمامَ الله. وَيُشدِّدُ يَعقوبُ الرَّسُول: "لِيَفتَخِرِ الأَخُ الوَضيعُ بِرِفعَتِهِ وَالغَنِيُّ بِضَعَتِهِ" (يَعقوب 1: 9-10). وَكَذلِكَ يَحثُّ بُطرُس: "تَواضَعوا تَحتَ يَدِ اللهِ القادِرَة لِيَرفَعَكُم في حينِهِ" (1 بُطرُس 5: 6). فَالرَّبُّ لا يَزدَري المُتَواضِع: "الذَّبيحَةُ لِلهِ روحٌ مُنكَسِر، القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزدَريهِ يا أَلله" (مَزمور 51: 19).



ثَمَرُ التَّواضُع



اللهُ يَنظُرُ إِلى المُتَواضِعينَ وَيَحنُو عَلَيهِم: "الرَّبُّ تَعالى نَظَرَ إِلى المُتَواضِع، أَمّا المُتَكبِّرُ فَيَعرِفُهُ مِن بَعيد" (مَزمور 138: 6). وَالمُؤمِنونَ مَدعُوّونَ إِلى أَن يَتَحَلَّوا بِثَوبِ التَّواضُعِ في تَعامُلِهِم المُتَبادَل: "اِلبَسوا جَميعًا ثَوبَ التَّواضُعِ في مُعامَلَةِ بَعضِكُم لِبَعض، لأَنَّ اللهَ يُكابِرُ المُتَكبِّرين وَيُنعِمُ عَلى المُتَواضِعي" (1 بُطرُس 5: 5). هَؤلاءِ المُتَواضِعونَ هُمُ الَّذينَ يَبحَثونَ عَن مَنفَعَةِ الآخَرينَ لا عَن مَجدِ ذَواتِهِم: "لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسَةِ أَوِ العُجب، بَل عَلى كُلٍّ مِنكُم أَن يَتَواضَعَ وَيَعُدَّ غَيرَهُ أَفضَلَ مِنهُ" (فيلبِّي 2: 3-4). نَستَنتِجُ أَنَّ التَّواضُعَ في خُطى المَسيحِ هُوَ سِرُّ اللِّقاءِ مَعَه، وَعَلامَةُ المَحبَّةِ الحَقيقيَّة، وَطَريقُ القَداسَة. فَهُوَ لَيسَ مَوقِفًا خارِجيًّا، بَل قَلبٌ مُتَشبِّهٌ بِالمَسيح، يَبحَثُ دائِمًا عَن خِدمَةِ الآخَرينَ في سَبيلِ مَجدِ اللهِ وَخَلاصِ البَشَر

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حينَ يَستَعِدُّ المُؤمِنُ أَنْ يَخسَرَ كُلَّ شَيءٍ مِن أَجلِ إِيمانهِ بِالمَسيح
الْمَسيحُ لا يَبحَثُ عَنْ أَعدَاد، بِقَدرِ مَا يَطلُبُ فَعَالِيّةً وجُودَة
الطريق إلى الله.. مُتسع دائِمًا
الرَّغْبَةِ بِالنِّسْيَانْ .. حينَما تُنَادي عَلَى الآخَرينَ بإِسْمِهْ،
مُمِلةْ هِيْ الحِيآةّ حِينَ لآ يَبحَثُ عَنكْ أحَد ،


الساعة الآن 03:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025