لا آدم طلب الخلاص . ولا حواء ، بل هربا كلاهما من وجه الله ، واختفيا خلف الأشجار ..!
ما كان الهروب وسيلة عمليه تؤدي إلي الخلاص . ولكن الخلاص لم يكن يشغلهما في ذلك الحين . وكل ما كان يشغلهما هو الخوف و الخجل . ما سمعنا قط أن آدم قال لله : يارب اغفر ، يارب سامح . أخطأت إليك ، فامح ذنبي . ولا حواء قالت شيئاً من هذا . ولعل هذه الألفاظ لم تكن في قاموسهما الروحي في ذلك الحين .
.. وفيما هما لا يبحثان عن خلاص نفسيهما ، كان الله يبحث عنهما ..كان ينادي في الجنه " يا آدم ، أين أنت ؟" ( تك 3 : 9 ) . كان الله هو الذي يفتش عن آدم وحواء ، وهو الذي يفتح الموضوع ، ويستدرجهما إلي الكلام ويشرح لهما ما وقعاً فيه من خطأ ، وما يستحقانه من عقوبة . ثم يقدم لهما أول وعد بالخلاص ، وهو أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية ( تك 3 : 15 ) .
صدقوني ، لو أن الله ترك الإنسان إلي حريته وحده ، أو إلي قدرته وحدة ما خلص أحد علي الاطلاق