ليس للبشر عدو أقوى من إبليس، فهو الذى استطاع بمكره أن يُسقط آدم وحواء، ولم يفلت من قبضته أحد قط، فالجميع قد صاروا تحت أسره! ولهذا دُعِيَ " إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ " (2كو4:4)، وهو الذى حرَّك أنصاره الأشرار، فصلبوا المسيح، وقد ظن أنَّه بذلك قضى عليه، لكنَّه لم يكن يعرف حكمة الله من تجسد ابنه ثم موته وقيامته!
فالسيد المسيح قد ظهر في الجسد " لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ " (1يو8:3)، ومات على الصليب " لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَـوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ " (عب14:3)، وبقيامته قد " طُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ.. إِلَى الأَرْضِ وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ " (رؤ12: 9).