مع البشارة لمريم يبدأ شعب جديد هو الكنيسة المؤلفة من جماعة الذين قبلوا الكلمة الإلهي، يسوع المسيح، النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آت إلى العالم، وآمنوا باسمه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله، هم الذين، لا من دم ولا من رغبة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله ولدوا" (يو1/9،12،13). هذه الكنيسة هي "مملكة داود" الجديدة التي وعد بها الله على لسان ناتان في ما قاله لداود الملك: "أقيم من يخلفك من نسلك الذي يخرج من صلبك وأنا أثبّت عرشه ملكه للأبد. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً"(2صموئيل7/12-14)، وعلى لسان أشعيا النبي: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً... لأنه ولد لنا ولد وأعطيَ لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفه... لسلام لا انقضاء له على عرش داود ومملكته، ليقرّها ويوطدها بالحق والبر من الآن وللأبد" (اشعيا9/1و5و6). يسوع المسيح ابن الله المتجسد هو الملك الجديد الأبدي، والكنيسة مملكته الثابتة الى الأبد التي "لن تقوى عليها أبواب الجحيم" (متى 16/18)، أي قوى الشر والموت. والكنيسة هي "بيت يعقوب" الجديد أي شعب الله الجديد. فالله قديماً سمى يعقوب "إسرائيل"، شعب الله القديم، الذي بدأ رحلته في مصر بسبب يوسف ابن يعقوب الذي أصبح حارس كنوز فرعون ملك مصر، وكان قد باعه إخوته حسداً. الكنيسة بعنصريها : الإلهي، فيسوع المسيح ابن الله منذ الأزل وابن مريم في الزمن الذي هو رأسها، والبشري، وجماعة المفتدين الذين يؤلفون جسده، هي زرع ملكوت الله وبدايته الذي يكتمل في مجد السماء، في نهاية الأزمنة عندما يأتي المسيح بالمجد (الدستور العقائدي في الكنيسة 5و48؛ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 768). مريم أم الإله الفادي هي أيضاً أم الأعضاء الذين هو رأسهم، بسبب مساهمتها بحبها في ولادتهم الجديدة (الدستور العقائدي في الكنيسة، 53)، وهي بالتالي أم الكنيسة (البابا بولس السادس خطاب 21 ت2 1964).