مع البشارة لمريم يبدأ عهد جديد هو دخول كلمة الله في صميم العائلة البشرية، متخذاً طبيعة إنسانية من مريم العذراء، وفي تاريخ الجنس البشري مفتدياً إياه من عبودية الخطيئة والشر، وفي كل ثقافة بشرية موجهاً إياها إلى كلّ حق وخير وجمال. في البشارة يتجلى سرّ يسوع المسيح : إنه ابن الله، الذي "أصوله منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5/1)، وهو "كلمة الآب" (يو1/1-2)، وابن مريم بالجسد في الزمن. حقيقة مزدوجة أعلنها يوحنا الرسول: "والكلمة صار بشراً، وسكن بيننا، ورأينا مجده، مجد ابن وحيد آتٍ من الآب، ملآن نعمة وحقا" (يو1/14)، وكتب عنها بولس الرسول: "لما بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً في حكم الشريعة، لكي يفتدي الذين هم في حكم الشريعة، حتى ننال البنوة" (غلاطية 4/4-5). اللوحة الإنجيلية هي أساس إعلان يوحنا وبولس: فالملاك جبرائيل يؤكد لمريم أنها "تحمل وتلد ابناً وتسميه يسوع، وهو ابن الله المولود منها بحلول الروح القدس" (لو1/13و35)، وانه "من سلالة داود الملك ويملك على الجنس البشري إلى الأبد" (لو1/33)، ملوكية خلاص وفداء، "النعمة والحق".