![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() علامة من الرب على شفائه 8 وَقَالَ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَا: «مَا الْعَلاَمَةُ أَنَّ الرَّبَّ يَشْفِينِي فَأَصْعَدَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ؟» 9 فَقَالَ إِشَعْيَا: «هذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: هَلْ يَسِيرُ الظِّلُّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ أَوْ يَرْجعُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟». 10 فَقَالَ حَزَقِيَّا: «إِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى الظِّلِّ أَنْ يَمْتَدَّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ. لاَ! بَلْ يَرْجعُ الظِّلُّ إِلَى الْوَرَاءِ عَشْرَ دَرَجَاتٍ!». 11 فَدَعَا إِشَعْيَا النَّبِيُّ الرَّبَّ، فَأَرْجَعَ الظِّلَّ بِالدَّرَجَاتِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا بِدَرَجَاتِ آحَازَ عَشْرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ. وَقَالَ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَا: مَا الْعَلاَمَةُ أَنَّ الرَّبَّ يَشْفِينِي فَأَصْعَدَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ؟ [8] فَقَالَ إِشَعْيَا: هَذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: هَلْ يَسِيرُ الظِّلُّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ أَوْ يَرْجِعُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ؟ [9] يظهر شوق حزقيا الملك للشفاء وإطالة عمره من طلبه علامة من الرب أنه يحقق له ما وعده به عن طريق رجل الله إشعياء النبي. يرى البعض أن هذه العطية وُهبت له، لأنه لم يكن لدى حزقيا ابن يستلم العرش، إذا استلم ابنه العرش وهو في اثنتي عشرة سنة من عمره (2 مل 21: 1)، أي وُلد خلال هذه الخمسة عشر عامًا. وإن كان للأسف قد أفسد منسى الأعمال الصالحة في الرب التي حققها أبوه حزقيا. فإصرار حزقيا على هذا الطلب لم يكن للبنيان. هذا، ومن جانب آخر إذ شُفي الملك وجاء مندوبو ملك بابل يقدمون له هدايا ويكرمونه سقط في كبرياءٍ باطل كما نرى في هذا الأصحاح. وكأنه يليق بنا أن تكون طلباتنا حسب مشيئة الله، نُسَلِّمه أمورنا، لأننا لا نعرف ما هو لبنياننا وبنيان الآخرين. طلب حزقيا الملك علامة أخرى من الرب على أنه يفعل ما تكلم بخصوص شفائه. فَقَالَ حَزَقِيَّا: إِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى الظِّلِّ أَنْ يَمْتَدَّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ. لاَ! بَلْ يَرْجِعُ الظِّلُّ إِلَى الْوَرَاءِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ! [10] تُسمى مزولة آحاز "بدرجات آحاز" أو "سلم آحاز"، فقد كانت مزولة المصريين في ذلك العصر عبارة عن سلالم صغيرة يصعد عليها الظل وينزل. يمكننا أن نستنتج مما ورد في (2 أي 32: 31) أن هذا الحدث فائق للطبيعة. لذلك بلغ خبره إلى البابليين الذين انشغلوا بالفلك، وكانوا يعبدون الكواكب، ويهتمون بتحركاتها. فقد أدركوا أن أمرًا غريبًا غير طبيعي قد حدث في تحركات الكواكب، وإذ بحثوا الأمر سمعوا عما حدث مع حزقيا الملك، وأبلغوا ملكهم بذلك[18]. فَدَعَا إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ الرَّبَّ، فَأَرْجَعَ الظِّلَّ بِالدَّرَجَاتِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا بِدَرَجَاتِ آحَازَ عَشْرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ. [11] سمع الله لصلاة حزقيا، وتطلع إلى دموعه، وتذكر وعده مع داود أبيه، إذ يذكر الله عهده مع الأب لدى أبنائه (خر 20: 5؛ مز 89: 28-29). أعطاه سؤل قلبه، ما نطق به بلسانه وما تحدث به بقلبه: وهبه طول العمر، وخلاصًا من ملك أشور، وحماية عن مدينته أو عاصمة مُلْكِه أورشليم. أعطاه الرب علامة كطلبه، فقد اختلف حزقيا عن أبيه الشرير الذي رفض أن يطلب علامة من الله (إش 7: 10-12). الله أب كل الأنوار يُحرِّك الشمس ويوجهها لأجل بنياننا. جاءت العلامة الإلهية لتأكيد تحقيق الوعد الإلهي هكذا: رجوع الشمس عشر درجات [8، 9]. يرى البعض أنها مجرد تراجع للظل على الدرجات التي تقود إلى "بلكونة" في القصر أو تقود إلى العلية. ويرى البعض أنها كسوف للشمس حدث في 11 يناير 689 ق.م.[19] الشمس هي المقياس الصادق للزمن، وهي في يد الله محرِّك التاريخ والأحداث والزمن نفسه، استخدمها علامة في أيام يشوع (يش 10: 12)، وأيضًا في أيام حزقيا، وعند صُلب رب المجد، وقبل مجيئه الأخير حيث تظلم الشمس. كاستجابة لصلاة إشعياء النبي من أجل حزقيال أوقف الرب قوانين الطبيعة، وعاد بالزمن إلى الوراء، هذا الذي كان يُقاس برجوع درجات الشمس. قيل: "الآمر الشّمس فلا تشرق، ويختم على النجوم" (أي 9: 7). لا يتوقع أحد ما ألا تشرق الشمس في موعدها، إذ وضع لها الرب قوانين ثابتة. لكنه إن شاء فلا تشرق. مرة أمر أن تقف لخدمة شعبه فوقفت (يش 10: 12). ما حدث في أيام يشوع بن نون يعلن عمل الله العجيب خلال خدامه وكما يقول القديس أثناسيوس الرسولي: [إن كانت الشمس قد توقفت في جبعون، والقمر في وادي إيلون إلاَّ أن هذا العمل ليس عمل ابن نون، بل عمل الرب الذي سمع الصلاة، هذا الذي انتهر البحر، وعلى الصليب جعل الشمس تظلم (مت 27: 45).] هكذا أيضًا بالنسبة للنجوم، فهو وحده يقدر أن يختمها أو يخفيها عن أعيننا. الله بإرادته يحفظ نظام سير الطبيعة كامتداد لعملية الخلق، وكعمل من أعمال العناية الإلهية. يُعَلِّق القديس يوحنا الذهبي الفمعن العلامات العجيبة التي صنعها الرب، سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد، كيف يُغيِّر طبيعة الأشياء. فقد غيَّر طبيعة البحر (يو 14: 12)، وغيَّر أشعة الشمس هنا، وأوقف الشمس والقمر (يش 10: 13)، وطبيعة أتون النار (دا 3)، وطبيعة الأسود الجائعة (دا6: 22). لكن ما هو أعظم من الكل ما يفعله في طبيعة الإنسان، إذ يقول لموسى النبي: "أنا جعلتك إلهاً لفرعون" (خر 7: 1) [إنه يوجهنا لنبني أنفسنا هيكلاً له. وإن كنت لم تخلق السماء لكنك تُوجد هيكل الله (1 كو 6: 19)، فإن السماء معروفة أنها مسكنه حيث يسكن الله فيها. نحن أيضاً سماء بالمسيح، يقول الكتاب: [أقامنا وأجلسنا معه على يمينه] (راجع أف 2: 6) ووهبنا أن نعمل أعمالاً أعظم مما عمله.] كيف يمكن للظل أن يتراجع؟ من الواضح أن هذا كان معجزة. فلو كانت العلامة يسهل تحقيقها، فلن تكون علامة على تأكيد كلام الله [10]، وأية محاولة لتفسير ما حدث تكون مجرد استنتاج. الله يمكنه تسخير الطبيعة لتحقيق مشيئته ويمكن تحقيق إرادته بطريقة تتحدى التفسيرات الطبيعية. الله يصنع المعجزات وهذه إحدى معجزاته[22]. قيل بخصوص مزامير المصاعد الخمسة عشر (مز 120–134)، إن حزقيا الملك الذي شُفي، في بهجته بعمل الله العجيب معه نظَّم عشرة مزامير ليقارنها بعشرة درجات دوران الشمس، العلامة التي قدَّمها إشعياء النبي إليه بأن الرب يشفيه [8-1]؛ (إش 38). أضيف إليها أربعة مزامير كتبها داود النبي ومزمور كتبه سليمان الحكيم، ليصير المجموع خمسة عشر مزمورًا تقابل الخمس عشرة سنة التي أضافها الرب لحياة حزقيا[23]. ويُقال إن مزامير المصاعد هي تذكار للسنوات الخمس عشرة التي ذهبت لحزقيا بعد مرضه [8-11]. كانت هذه المزامير تُنشَد بواسطة الكهنة عند صعودهم درجات الهيكل الخمس عشرة كل عام أثناء عيد المظال. (سبع درجات تؤدي إلى الدار الخارجية، وثماني درجات إلى الدار الداخلية). كما قيل إن فرق التسبيح المكونة من اللاويين كانت تقف على كل درجة لتُرنِّم أحد هذه المزامير كجزءٍ من الخدمة الدينية. ويتطلع كثير من الآباء إلى هذه المزامير أو التسابيح بكونها السلم الروحي، الذي تصعد خلاله النفس في الإلهيات، من مرحلة إلى أخرى. تنطلق نحو حضن الآب وتستقر فيه، ترتفع "مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ". إنها تصعد من أرض الغربة، وتتجه نحو أورشليم العليا. |
|