يشير النبي هنا إلى تساؤلات الشعب المتكررة: لماذا أصابتنا هذه الويلات؟ والجواب المتكرر: هو ارتكابكم الشر، ورجوعكم عن الرب، وإصراركم على عدم التوبة. فالشر ليس من الله إنما مصدره إرادتكم الشريرة.
أخطر ما وصل إليه هذا الشعب ليس السقوط في الخطية، فإن الله يعلم ضعف الإنسان، ويشتاق أن يخلصه من كل خطية ولا يدينه عليها، إنما الإصرار على ارتكاب الشر، فيشربون الإثم كالماء، ولا يشعرون بما هم عليه. يصيرون كالمريض الذي لا يبالي بالمرض ولا يشعر بخطورته، بالتالي لا يجد حاجة للذهاب إلى طبيب. مع كثرة الإثم وارتكابه بلا انقطاع صاروا يعترضون على تأديبات الله كأنها ظلم، حاسبين أنفسهم أبرارًا!
سبق فأوضح خطورة الكبرياء، هنا يبرز خطورة الكذب (ربما يقصد به الاتكال على الآلهة الكاذبة) والرجاسات (التي تلازم العبادة الوثنية).