يقول القديس توما الأكويني، المعلم الملائكي، إنّ مبعث المحبة، محبة الله ومحبة القريب ومحرّكها الأول إنما هو كمالات الله. نحن نحب الله لأجل كمالاته، ونحب كل ما تتجلَّى فيه كمالاته. وتتجلّى كمالات الله في مخلوقاته، ولا سيما في الإنسان الذي جعله على صورته ومثاله وأقرب المخلوقات إليه تعالى. فعندما نحبّ الله يتوجب علينا أن نحب القريب الذي تظهر فيه كمالات الله. وقد فهم الآباء القديسون هذه الحقيقة فقالوا أنه لا يمكن الفصل بين محبة الله ومحبة القريب، لأنهما محبّتان متلازمتان متلاصقتان. وقد يصعب علينا بسبب ضعفنا البشري أن نعرف حقيقةً إذا كُنا نحب الله من كل قلبنا وعقلنا أو لا نحبه! ولكن نسعى جاهدين للتوصل إلى محبته بالذهاب إلى اعماق قلوبنا وفحص ضميرنا سائلين أنفُسنا كيف نُبادل محبة الله بالمحبة التي بادلنا اياها ونعمل بوصية يسوع: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك وكل ذهنك".