"فأجابه سمعان بطرس: "ونحن قدآمنا، وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي".
بحكمة روحية يقدم الرسول بطرس الإيمان عن المعرفة دون تجاهل لدور المعرفة. فقد آمنوا بابن الله الحي، وعرفوا أسراره بالالتصاق به والشركة معه.
*نادى الكلمة بهذه التعاليم من خلال الشبابيك إلى عروسه، وهي الحمامة، فاستجابت لجماله، لأنها استنارت بشعاع الفهم وتعرفت على الصخرة وهو المسيح. إنها تقول: "أرني وجهك، اسمعني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل" (نش 14:2)... رأى سمعان مثل ما أرادت العروس أن ترى. وهؤلاء الذين استقبلوا صوت المسيح الحلو تعرفوا على نعمة الإنجيل وصرخوا: "يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك" (يو 68:6).
القديس غريغوريوس النيسي
*يقولون أنهم يؤمنون ويعرفون، فيربطون الأمرين معًا. لأنه يجب على الإنسان أن يؤمن وأيضًا أن يفهم. ليس معنى أننا نقبل الأمور الإلهية بالإيمان أن نبتعد تمامًا عن أي فحص لها، بل نحاول بالأحرى أن نبلغ إلى معرفة معتدلة، كما يقول بولس: "كما في مرآةٍ كما في لغزٍ" (1 كو 12: 12). حسنًا إنهم لم يقولوا عرفوا أولًا ثم آمنوا، إذ يضعون الإيمان أولًا ويلحقونه بالمعرفة، ولكن ليس قبل الإيمان. كما هو مكتوب: "إن لم تؤمنوا لن تفهموا" (إش 7: 9LXX).
القديس كيرلس الكبير
*ليس أننا عرفنا وآمنا بل "آمنا وعرفنا". لقد آمنا لكي نعرف؛ لأننا إن أردنا أن نعرف أولًا وعندئذ نؤمن، لن نستطيع أن نعرف ولا أن نؤمن...
ماذا آمنا وعرفنا؟ "أنت المسيح ابن اللَّه الحيّ"، بمعنى أنت هو الحياة الأبدية عينها، تهبها في جسدك ودمك فقط اللذين هما أنت.