منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 02 - 2018, 04:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,210

هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟

هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟
هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟
كذبة عميقة
لو افترضنا وجود جهاز يشق صدور المؤمنين بالمسيح، ويفحص ما بداخلهم من أفكار، سنجد فكرة مستريحة جدًا عند كثيرين منهم؛ مفادها أن إرادة الرب هي دائمًا ضد الإنسان؛ فالرب يريدني أن أتزوج امرأة قبيحة ليعلمني التعفف، ويريدني أن أكون فقيرًا ليعلمني الاكتفاء، ويريد أن يشبعني بالتجارب ليعلمني الصبر، ولا يريدني أن أهاجر ليبقيني دائمًا داخل حدود طاعته.

وحتى لو اختفت هذه الفكرة - أو بالحري الكذبة - عميقًا في قلوبنا، ونطقنا ترانيم ”الرب صالح“ بشفاهنا، فإن أي محك عملي أو حوار غير كنسي، يكشف حالاً غطاء البالوعة التي تغطي هذه الكذبة داخلنا، وعلى الفور تصدر منا أنَّات التذمُّر على أوضاعنا، والندم على فرص كثيرة نقول إن الرب أضاعها علينا.

إخفاء الخير
والحقيقة أن أصل هذه الكذبة، كان في كلام الحية لحواء، فبعد أن قالت لها حواء:
«مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ الرب:
لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا»،

ردت عليها الحية:
«لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»
(تكوين3: 2-5).
فالحية أقنعت حواء أن إرادة الرب هي ضدها هي وزوجها، لأن الرب يخفي عنهما خيرًا جزيلاً، بدليل منعهما من الأكل من الشجرة، لكيلا يكونا مثله، وبذلك ترسخ داخل حواء يقين بعدم صلاح الرب معها،
«فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ»
(تكوين3: 6).
وهنا أول دروسنا، فما يشككنا في صلاح الرب، أن نظن أنه يبخل بخيراته علينا أو ”يستخسره فينا“، مع أن العكس تمامًا هو الصحيح، لأن الرب يمنع شرورًا لا تحصى عنا، ويطاردنا فقط بخيراته، كما قال داود في مزموره الشهير:
«إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ»
(مزمور23: 6)،
وكما قال المسيح في موعظته الشهيرة :
«فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!!»
(متى7: 11).

معلومات زائدة
أما الضلع الثاني من هذه الكذبة، نجده في قصة حدثت مع شعب الرب القديم؛ فبعد أن أخرجه الرب بيده القديرة، وبعد أن سدد احتياجاته المليونية في برية قاحلة، نجد الأمر الإلهي من الرب لموسى كليمه:
«أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»،
وبالفعل ذهب 12 جاسوسًا، وقضوا 40 يومًا هناك، وكان تقريرهم مصادق تمامًا لكلام الرب، فقالوا:
«قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، وَحَقًّا إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، وَهذَا ثَمَرُهَا»
(عدد13: 2، 17)،
وهنا تكمن إرادة الرب الصالحة لشعبه؛ فقد وعد وأوفى.
ورغم أن هذه هي فقط كانت المعلومة المطلوبة، إلا أن أغلب الجواسيس أضافوا معلومات أخرى رأوها هامة، رغم أنها كانت فرعية بالنسبة للرب، فقالوا:
«غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ... فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا... قَائِلِينَ:
الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا... فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ»

(عدد13: 28، 32، 33).
وهنا أكبر خطإٍ فعله هؤلاء، ونفعله نحن أيضًا، حين نضيف تصوراتنا الخاصة على وعود الرب، فنضخِّم من صورة أعدائنا في خيالنا، ونركِّز فقط على التحديات والأخطار التي تواجهنا، بل ونتجاهل وعود الرب بالقوة والحماية، وحينها نشعر أن الرب تخلى عنا، وأن إرادته هي دائمًا ضدنا، ووقتها نفتقد لغة الإيمان التي كانت عند رجل الرب كالب، حين التزم بمعلومة الأرض وقال:
«إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا»
(عدد13: 30).

سبب العصيان
ولم تنتهِ قصة الشعب عند مجرد الأفكار والتصورات الوهمية، ولكنها أثّرت على حالتهم النفسية :
«فَرَفَعَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ، وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ»،
وانتابهم الندم الشديد، فقالوا:
«لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ!
وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟
تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً»،

والأصعب أنها تحولت لقرارات
«فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجعُ إِلَى مِصْرَ»

(عدد14: 1-4).
ولخص موسى ما فعله الشعب قائلاً:
«جَيِّدَةٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا. لكِنَّكُمْ لَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَصْعَدُوا، وَعَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَتَمَرْمَرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ وَقُلْتُمُ:
الرَّبُّ بِسَبَبِ بُغْضَتِهِ لَنَا، قَدْ أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَدْفَعَنَا إِلَى أَيْدِي الأَمُورِيِّينَ لِكَيْ يُهْلِكَنَا»

(تثنية1: 25-27)،
ولو كان الرب يبغضهم فعلاً، فما الداعي له أن يستجيب صراخهم ويخرجهم من مصر أصلاً، كان قتلهم مع أبكار المصريين، أو كان تركهم لوحوش البرية، أو كان صمت على صوت احتياجاتهم التي لا تنتهي من طعام وشراب؟!!
وهنا درسنا الثالث، فقبل كل خطية فعلناها، وكل قرار عصيان اتخذناه، كان يسبقه شكنا في صلاح الرب معنا، وتوهمنا أنه يقف ضدنا، فتكون النتيجة أننا نبحث عن سواه، وتتم فينا الكلمات :
«لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ:
تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً»

(إرميا2: 13).

عزيزي القارئ،
ما أحلى أن نقول ونرنم ”الرب صالح“، ولكن ما أروع أن نؤمن من الداخل أن الرب صالح، فلا نعطي أذاننا لإبليس عدونا، الذي يريد أن يشكِّكنا في إلهنا، ويقنعنا أنه يخفي خيراته عنا، وعلينا أيضًا أن نُخرج يوميًا من داخلنا أي بذور للتذمر على الرب، وننقي أفكارنا من أي أمور بخلاف كلمته ووعوده، وحسنًا ننفذ نصيحة بولس لنا :
«وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ الرب:

الصَّالِحَةُ good الْمَرْضِيَّةُ acceptable الْكَامِلَةُ perfect»
(رومية12: 2).
ج: إرادة الرب لصالحنا، لكن المشكلة في كذب عدونا، وفساد معلوماتنا، وعصيان قلوبنا

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
رد مع اقتباس
قديم 24 - 02 - 2018, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,744

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟

ميرسى على الموضوع الجميل مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2018, 08:44 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,210

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إرادة الرب دائمًا ضدنا؟


شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يقبل مفيبوشث إرادة داود وكأنها إرادة الله
حالتنا مع الرب اننا دائمًا معذبون وان الرب دائمًا يشفي
معرفة إرادة الرب في الحياة
ويقودني في طريق إرادة الرب
إرادة الله و إرادة الإنسان - أبونا بولس جورج


الساعة الآن 04:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024