من الصّعب أن يغفر الانسان لمن يسيء إليه أو إلى أهله أو مصالحه أو كرامته. فالإنسان يميل بطبيعته إلى الانتقام. واذا لم يتمكّن من مواجهة المسيء إليه مباشرة، فإنّه ينتقم منه في الخفاء، بالتحريض عليه، أو التشهير به، أو بالدعاء عليه. وإذا تسامح لا يستطيع أن يحبّ أو يقبل أو يتعامل مع من أساء إليه. أهمّ العقبات التي تحول دون أن يغفر الانسان لأخيه الإنسان هي:
الكبرياء: إنّ الكبرياء يبعث في داخلنا الرّغبة في الانتقام من أجل استرداد الكرامة. والواقع أنّ التسامح يزيد كرامة الإنسان، ويرفع قدره وشأنه.
انتقاد المحيطين: كثيرًا ما يتعرّض المتسامح لنقد شديد من المحيطين به، الذين يحرّضونه على ردِّ الإساءة، وإظهار القوَّة، حتى لا يصبح ألعوبة في يد أعدائه، أو حائطاً وطيئاً يدوسه الجميع. فإذا لم يستجب لهم، اتّهموه بالضعف والجبن وانعدام الكرامة.
عدم تجاوب المسيء: فكثيراً ما لا يتجاوب المسيء مع روح الغفران، ولا يرتفع إلى مستوى التسامح.