رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وَكَانَ ابْنُهُ الْأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلَاتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً، فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لِأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لِأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لِأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ. فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لِأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ" (لوقا 15:25-32). دائمًا عندما نأتي عند هذه القصة نتحدث عن الابن الضال الذي بذّر أموال ابيه وترك البيت وذهب ليعيش مع الزواني وبدد كل ثروة ابيه! وننسى انه كان هناك ابنًأ أكبر لهذا الرجل، صحيح لم يترك البيت كما فعل أخوه ظاهريًأ لكنه كان بعيد أن ابوه وعندما طلب منه أن يدخل ليفرح معه برجوع اخوه الصيغر، رفض! صوَّر المسيح في الابن الأصغر العشارين والخطاة الذين فتح لهم الله باب التوبة للخلاص فدخلوا. وصوَّر في الابن الأكبر أصحاب التديُّن الفارغ الذين بدلاً من الفرح لاهتداء الضالين يتذمرون لأجل رجوعهم. لم يرَ الابن الأكبر في أخيه إلا العيوب، حتى أنه لم يرضَ أن يسميه أخاه، بل قال لأبيه: "ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني". ! قد يكون كلامه صدقاً، لكن ليس كاملاً، لأنه سلب أخاه فضيلة التوبة، وفي كبريائه لم يرَ في ذاته إلا الفضائل، إذ قال لأبيه: "ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك". فلو فرضنا أنه صادق في هذا القول فإنه ليس الصدق كله، لأن أفكاره في خدمته لأبيه ظهرت في قوله: "وجَدْياً لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي". استاء من فرح أبيه، وسيطرت الأنانية على روحه وتصرفاته، فوضعت بينه وبين أبيه هوَّة وابتعاداً أكثر مما وضعه الابن الأصغر في ذهابه إلى كورة بعيدة وشروره هناك. لكن أباه لم يعامله حسب استحقاقه، بل خرج إليه، وتنازل بدلاً من أن يوبخه أو يتركه. أجابه بمحبة: "يا بنيَّ أنت معي في كل حين. وكل ما لي فهو لك". فالدليل من هذا أن الله لا يمنع الحب الإلهي والرحمة حتى عن المتكبرين القساة، بل يمتّعهم بكل وسائل التوبة والإيمان كما يفعل مع الخطاة وأكثر. ما عليهم إلا أن يتوبوا ويتركوا شرورهم كما فعل العشارون والخطاة قبلهم. نتعلم من قصة الابن الأكبر أن المتكبر الذي يتكل على صلاحه ليتبرر أمام الله هو أبعد عن الله وعن السماء من الشرير الذي شرُّه ظاهر ولا يدَّعي الصلاح، لأن الأمل في إصلاح الشرير أقوى، فإن الرياء والكبرياء والتدين من أكبر عوائق الخلاص. فما أعجب هذا الحب والتنازل الإلهي!! ليتنا نُعيد تصحيح مفهومنا عن التوبة والقبول ولا نُنصّب انفسنا ديانين على الأخرين، لأننا جميعنا خطاه ووحدها نعمة ربنا يسوع المسيح هي التي خلصتنا.. |
04 - 04 - 2017, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: خليك زى الأبن الضال!!!
ميرسي على الموضوع الجميل
|
||||
04 - 04 - 2017, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خليك زى الأبن الضال!!!
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
06 - 04 - 2017, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: خليك زى الأبن الضال!!!
ميرسى لمروركم الغالى
|
||||
|