منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 01 - 2015, 08:15 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

طقس ملكي صادق _ يعقوب السروجي

طقس ملكي صادق _ يعقوب السروجي
أنت الكاهن إلى الأبد
على طقس ملكي صادق
للقديس يعقوب السروجي
إن كل كلمة من كلمات الكتب المقدسة تشعّ بالنور، وبهذا النور أيها الإله القدير أستنير، لأصف خفايا أمورك بينما يأخذني العجب. إن سرَّك الإلهي أيها الجبار كنز مخبوء بين السطور، فهبني يا ابن الله العقل الراجح لاستخراجه. إن ما حوته الكتب المقدسة من وحيك جواهر نفيسة، فاجعلني أهلاً لتنضيدها. إن كلمة الحياة جوهرة لمن أحبها فهلّم أيها السامع وعلّقها في اذنك وتجمَّل بها. أنها أغلى من الياقوت والذهب، فالحلي الدنيوية زائلة وتافهة، أمَّا كلمة الحياة فهي زينة للنفس الخالدة. الحُلية تزين إنساناً واحداً، أمَّا الكلمات المقدسة تزيّن ربوات من الأسماع البشرية. أنها تهب النور للنفوس المظلمة، فنورها أبهى من كل الأنوار فإذا أشرقت تستنير فيها. بها يصبح الفقير أغنى من الملوك مثل نهار مُشمس، وبها يتفوق على الآخرين، فبالكلمة فقط يفوق الإنسان ويتميز عن بقية العجماوات. وبها جُعل آدم سيداً عليها بعد أن اغتنى بها. السماء والأرض وجدتا بكلمة، والله جلَّ جلاله بكلمته خلق كل شيء.

إن داود الملك بمزاميره ترنّم بأسرار اللاهوت. تعمّق بالنبوءة بوحي سماوي، وبأناشيده تغنى بأسرار الابن الوحيد. كان يتكلم بإلهام إلهي، بنبؤواته كان يخبر عن فادي البشرية. استنارت روحه فكُشفت له الأسرار، ورأى الابن يأتي ليحرّر العالم. رأى المسيح الرب بعين الروح الصافية، وعرف أنه حبر الأحبار الذي سيفتدي البشر بدمه. رآه ينقذ مخلوقاته فدعاه حبراً مثل ملكيصادق. أنشد يقول: أنت كاهن على مثال ملكيصادق. دعاه نبياً وملكاً بالروح. علم أنه سيكون كاهناً عظيماً. وأنه سيكون قرباناً لدى والده.

احتار داود بمن يشبّه الابن، واستعرض جميع الأنبياء، فهابيل كان كاهناً ولكنه لا يشبه الابن. كان هابيل جميلاً وصالحاً وقدّم قرباناً، غير أنه أبعد من أن يكون مثالاً للرب. صحيح أنه قدَّم خرافاً أبكاراً من أسمن غنمه ذبيحة لله، وكانت نفسه طاهرة تستحق أن تخدم الذات الإلهية، ولكنه وقد أتى بدم من غير دمه، فهو لا يشبه ابن الله الفادي. لقد كان نقياً بتولاً وحبراً بدون عيب وقبل الله قربانه، وأحبّه ورضي عن تقدمته. ولكنه برغم كل هذه الصفات الجميلة لا يشبه ابن الله. ولو رأى فيه الملك داود ربوات من الجمالات، فالفادي لم يأتي بخراف ذبيحة وفداءً، بل قدّم ذاته حملاً وهو كاهن إلى الأبد.

ونوح البار الذي كان كاهناً في عصره، وكُتب عنه أنه كان يقدّم الذبائح استرضاء لعظمة الله. ومُنح الخلاص من الطوفان بالفُلك الذي أمره الله ببنائه. ولكن داود لم يدعُ الابن كاهناً شبيهاً بنوح. ولم يكن أهلاً ليكون شبيهاً بالمسيح الرب. وكان هؤلاء الأحبار يقدّمون الذبائح من الحيوانات. وقد تنسّم الرضى من تلك التقدمات.

وتطلع داود إلى ابراهيم الذي كان صدِّيقاً وخليلاً وكاهناً للرب. إبراهيم الذي جاء بثُلث الأسلاب وقدَّم الذبائح كما أُمر، وكان عظيماً ومقرباً إلى ربه، ومع ذلك لم يقل داود: أنك كاهن مثل إبراهيم.

إن الكهنوت مُنح إلى سبط لاوي، وخرج منه أحبار أبرار أتقياء، مثل هارون وأليعازر الكاهن الفاضل، وفنحاس الذي ردَّ ملاك الموت عن العبرانيين. أحبار كانوا وسطاء بين الله والناس، وكانوا من الكهنة الأجلاء يقدّمون الذبائح، ويخدمون الله ويقدمون البخور له كقديسين. وكان داود يعرف هؤلاء جيداً، ولكنهم جميعاً بعيدون عن شبه الكلمة الابن. كلهم قدّموا ذبائح وقرابين عينية وكانوا أبراراً في حياتهم. أمَّا المسيح فإنه لم يقدّم شيئاً غريباً عنه عندما عزم ليصير حَبراً.

استعرض داود كل الأحبار، ورأى بعين النبوة أن ملكيصادق وحده الحَبر، الذي لم يقدّم ذبيحة كالآخرين، ولم يسفك دم الحيوانات أمام الله، ولم يأتِ بالأبكار أمام بيت القربان كهابيل وكنوح، ولم يقدم ثلث الأسلاب كإبراهيم، ولم يذبح خرافاً وثيراناً كاللاويين، أو يضحّى بالحمام واليمام. ولكنه وقف أمام الرب بقلب طاهر وبأفكار تسمو على الذبائح. قدَّم نفسه للرب قرباناً. فكر بقلبه النقي أن يكون هو القربان. لن آت بلحم لأقدمه للرب كان يقول، فالله لا يأكل. فلأكوننّ نقي الروح والجسد وأقدم عقلي وأفكاري ذبيحة لله. بهذه المشاعر السامية الروحية أصبح ملكيصادق كاهناً. بدون ذبائح غريبة قدَّم ذاته قرباناً. ولهذا شُبِّه به ابن الله. فالفادي افتدى العالم بذاته، بدمه الذكي وموته على الصليب صار قرباناً لوالده. ولم يرش دم الحيوانات مثل اللاويين. كان هو نفسه الذبيحة وقدّم ذاته في بيت القربان. وهي أسمى وأقدس وأغلى من كل ذبيحة أخرى. بالآمه أنقذ البشرية وصالحها مع أبيه السماوي.

عرف داود بإلهام ربه أن الذبائح اللاويّة، لا تحرر العالم المحتاج إلى الخلاص، وإن الخطيئة التي تتوارثها الأجيال التي أدخلتها الحية، لا يمكن أن تغفر بذبائح عادية لاويّة. لا بدَّ لها من فداء والفداء يجب أن يكون ذاتياً. وتأكد أن الابن سيكون هو الفادي ليصير حبراً، فشبّهه بملكيصادق الغني بالمحاسن.

إن مخلص العالم سيكون هو الذبيحة ليقدّم نفسه بالآلام قرباناً لأبيه. جسده ودمه هما القربان وبهما يفتدي مخلوقاته. ليسترح هارون من تقديم الذبائح فسيأتي المسيح، ليصير حبراً، ويحرِّر أبناء آدم من قيود الخطيئة. جاء الحبر الإلهي وأنقذهم وأخذ مكانه ليمارس الكهنوت، فهو الحبر الأوحد ولا يحتاج إلى ذبائح لاوي عوضاً عن الثيران، فجسده ودمه هما القربان الوحيد.

أعلن داود بمزاميره أن ابن الله سيكون كاهناً على مثال ملكيصادق. فملكيصادق لم يأخذ حبريته من أحد، كما فعل موسى بهارون ابن اللاويين، ولم يحارب ليحصل على الملك بل كان ملك السلام. بنى أورشليم وأصبح عليها ملكاً ولم يقاتل في سبيل السلطة، وبنقاوة قلبه أضحى حبراً. لم يُسجل في سجل القبائل كاللاويين ولم يصله الكهنوت بالتسلسل، ولم يُقدّم ذبيحة غريبة ولم يختر بقرة حمراء، بل قدَّم نفسه، وليس لحبريته بداية ولا نهاية كما كتب عنه. ولهذا تشبّه به السيد المسيح ابن الله، الذي جاء وحبريته ليس لها بداية ولا نهاية.

إن المسيح الفادي هو رب السلام وهو الذبيحة التي بها تبرّر الخطاة. والملك الأزلي لا بداية لملكه ولا نهاية، وصار وسيطاً وسالم الجانبين المتخاصمين. سحق أبواب الجحيم ولم يعد العالم بحاجة إلى هارون. لأن الابن أخذ مكانه وجاء ليحرر الأرضيين من قيود الخطيئة الأصلية. ولو كانت هناك قوة في ذبائح لاوي لما قام حبر آخر مكانه. له أنشد الملائكة قائلين: السلام على الأرض. فبميلاده العجيب حلَّ هذا السلام. والملائكة كانوا يعرفون من هو المولود، وإنه الوسيط لازالة الأسباب التي باعدت بين السماء والأرض، وانه ابن الله الذي سيفتدي العالم. لقد كُتِبَ عنه ان البر سيكون نطاقه، وأنه سَيُلقّب بملك البرِّ. وسيكون كاهناً بدلاً من هارون، ولن يطلب دماً لبيت الأقداس من الآخرين، بل يدخل بذاته إليه، إلى حيث لا يحق لحبر آخر أن يظل هناك، فهو الذي يمنح الغفران والغفران لا يمنحه إلا الخالق. وحده الابن الكلمة يمكنه أن يكون الوسيط بين أبيه والبشر. فلن يكون هناك حاجة لذبائح هارون، فقد أصبح هو الذبيحة، وجسده ودمه سيظلان في قدس الأقداس ولن يكون بعد حبر الآن فهو فوق الجموع السماوية، فوق صفوف الروحانيين، فوق الأجواق، فوق العروش العالية، فوق جميع رؤساء القوات والأجناد السماوية، هو في أعلى الأعالي في حضن أبيه، فمن يستطيع أن يصل إلى الآب غير الابن. إلا ربّه الذي أصبح وسيطاً من أجله ليصالح آدم مع الآب.

إن داود عرف بالوحي أن الله لا يريد ذبائح، ورأى ربه مزمعاً أن يأتي بنفسه لتحرير العالم، فشبهه بملكيصادق الحبر الذي قدّم نفسه لله. وإن ذبائح اللاويين ستنتهي، كما كانت نذور الساق والكبد، ومهمَّة الكهنة بالمرجل والملقط ستتوقف، فبآلام الابن سيرضى الآب ولن يدخل قدس الأقداس أي حبر إلاّه.

وإن جسد الفادي ودمه سيوزعان على العالم كله، فمن يمكنه أن يملأ مكان الابن لأبيه. ليكون للشعوب كلها بركة وغفراناً ويبرّر العالم كله. بالآمه يتوقف أبناء لاوي عن الذبائح، فامنحنا يا ابن الله الذي صار حبراً من أجلنا القوة والقدرة لنتبرر بك، وليتمجد اسمك فأنت فادينا وبك رجاؤنا.

رد مع اقتباس
قديم 14 - 01 - 2015, 09:14 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طقس ملكي صادق _ يعقوب السروجي

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ملكي صادق |صار رئيس كهنة إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق
ملكي صادق | من هو
سؤال: من هو ملكي صادق؟ وما معنى قولنا في المزمور: "أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكى صادق" (مز
ملكى صادق
من هو ملكي صادق؟ وما هو طقس ملكي صادق هذا؟


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024