كانت "نوعدية" نبية ولكنها نبية كاذبة، مثلها مثل "شمعيا بن دلايا" الذي أراد أن يُخيف نحميا، فاستدعاه وأشار عليه بأن يلجأ إلى الهيكل ويُغلق الأبواب لأنه مُعرَّض لمحاولة اغتيال، ولكن نحميا رفض مشورته وكشف كذبه " فَقُلْتُ أَرَجُلٌ مِثْلي يَهْرُبُ؟ ومنْ مِثْلي يَدْخُلُ الهَيْكَلَ فَيَحْيَا؟ لا أَدْخُلُ! فَتَحَقَّقْتُ وهُوَذَا لم يُرْسِلْهُ اللهُ لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بالنُّبُوَّة عَلَيَّ، وطُوبِيَّا وسَنْبَلَّطُ قَد استَأْجَرَاهُ. لأَجْلِ هذَا قَدِ اسْتُؤْجِرَ لِكَيْ أَخَافَ وَأَفْعَلَ هكَذَا وَأُخْطِئَ، فَيَكُونَ لَهُمَا خَبَرٌ رَدِيءٌ لِكَيْ يُعَيِّرَانِي. اذْكُرْ يَا إِلهِي طُوبِيَّا وسَنْبَلَّطَ حسَبَ أعْمَالِهِمَا هذه، ونُوعَدْيَةَ النَّبِيَّةَ وبَاقِي الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يُخِيفُونَنِي" (نح 6: 11 - 14). فواضح أنه كان هناك أنبياء كذبة ونبيات كاذبات مثل شمعيا ونوعدية التي كانت عضوًا بارزًا في الفريق الذي قاوم نحميا، وكانت تصرفاتها الشريرة ضد المعنى الذي يحمله اسمها، وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "نوعدية: اسم عبري معناه "من يعاهدها الرب" وهو اسم نبية كاذبة حاولت مع غيرها من الأنبياء الكذبة الذين استأجرهم طوبيا العموني وسنبلط الحوراني. أن يخيفوا نحميا فلا يكمل إعادة بناء سور أورشليم (نح 6: 10 - 14)".
ويقول "ديريك كيدنر": "إن ذكر نوعدية، يقدم لنا الدليل على أنه كان هناك نبيات في إسرائيل، سواء كن نبيات حقًا أو نبيات كاذبات، وأن هذا كان أمرًا عاديًا في زمن العهد القديم، أكثر مما كنا نظن. لقد شهد العهد القديم نبيات من أمثال مريم أخت موسى، ودبورة النبية، وخلدة، وكلهن أمثلة جيدة للعمل النبوي، بينما كان هناك أسلاف شريرات للنبية الكاذبة نوعدية، واللاتي مزجن السحر بالعمل النبوي واقتنين بذلك ثروات في عهد حزقيال النبي (حز 13: 17 - 23)"