![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
أن الروح بيد الله وحده المرأة التي عاد قلبها من تحت الجليد في مايو 1999، خرجت الطبيبة السويدية الشابة آنا باجن هولم، البالغة من العمر 29 عامًا، مع اثنين من زملائها في رحلة تزلّج بين جبال نارفِك في النرويج. كانت السماء ملبدة، والثلج يغطي كل شيء. ولم يكن في بال أحد منهم أن اليوم الذي بدأ بالضحك سينتهي عند حافة الموت. أثناء انزلاقها على أحد المنحدرات، فقدت آنا السيطرة على زلاجاتها، وانزلقت مبتعدة عن المسار. بدا الجليد صلبًا، لكنه كان يخفي تحته جدولًا متجمّدًا. في لحظة خاطفة، انكـ*سر الجليد تحت وزنها، وسقطت رأسًا على عقب في المياه الجليدية، لتُسحب بين كتل الثلج وتعلق تحت طبقة سميكة من الجليد، لا يظهر منها سوى قدميها وزلاجاتها. تخيل، امرأة محاصرة في مياه تكاد تقـ*تل بمجرد لمسها… والجليد فوقها يمنع خروجها… والظلام يبتلعها رويدًا رويدًا. لكن الله ألهمها شيئًا واحدًا أنقذ حياتها مؤقتًا: وجدت جيبًا صغيرًا من الهواء تحت الجليد. نقطة هواء بحجم اليد فقط… لكنها كانت نافذتها الأخيرة إلى الحياة. ظلت آنا تتنفس من هذا الجيب لمدة 40 دقيقة، إلى أن بدأ جسدها يفقد قدرته على المقاومة. كان قلبها يخفق… ثم ببطء… ثم توقف تمامًا. نعم، توقفت دورتها الدموية بالكامل. كانت سريريًا… بلا نبض… بلا تنفس… بلا حرارة بشرية. وفي الخارج، كان صراخ زملائها يعلو، يحاولون كـسر الجليد بقلوب ترتـجف. احتاجوا 80 دقيقة كاملة للوصول إليها وإخراجها. وعندما انتشلوها أخيرًا، كان جسدها متصلبًا، بشرتها رمادية، ودرجة حرارتها وصلت إلى 13.7° مئوية… أدنى درجة حرارة سُجلت لإنسان نجا من الموت في التاريخ. تم نقلها بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى. وهناك حدث ما يشبه الحكايات الخرافية: أكثر من 100 طبيب وممرض اجتمعوا لإنقاذ امرأة بلا نبض لمدة ساعات طويلة. كانوا يتمسكون بمبدأ واحد صار الآن قاعدة طبية عالمية: "أنت لست مـيتًا… حتى تصبح مـيتًا." استخدم الأطباء جهاز القلب-الرئة الصناعي لتمرير دمها خارج جسدها ثم إعادة ضخه ساخنًا تدريجيًا. ملليمترًا… ملليمترًا. درجة… بعد درجة. ساعات… بلا نبض… بلا أي علامة حياة. لكن — يا سبحان الله — عندما وصلت حرارتها إلى 30° مئوية… عاد القلب للنبض! نبضة واحدة… ضعيفة. ثم أقوى… وأقوى… وكأن روحها تعود من عالم آخر. بعد عشرة أيام من الغيبوبة، فتحت عينيها لأول مرة. كانت مصا*بة بشـ*لل مؤقت من الرقبة حتى القدمين بسبب تلـ*ف الأعصاب، لكنها قاومت، وتعلمت المشي من جديد، واستعادت حياتها شيئًا فشيئًا حتى أصبحت قادرة على العودة لعملها. استغرقت شهورًا من العلاج والتأهيل، وبقيت لديها أعراض طفيفة في اليدين والقدمين حتى 2009، لكنها اليوم تعمل استشارية أشعة في المستشفى نفسه الذي أعادها إلى الدنيا. وهنا المعجزة… إن القلب البشري الذي تجمّد وتوقف… عاد إلى الحياة. العقل الذي انقطع عنه الأكسجين لساعات… نجا دون تلف دائم. الجسد الذي وصل لنصف حرارة الثلاجة… عاد يمشي ويتحدث ويضحك. قصة آنا درس مذهل عن إعجاز الله… عن أن الروح بيد الله وحده… وأن العلم قد يكون وسيلة، لكن النجاة هبة لا يمنحها إلا رب السماء. |
![]() |
|