تخيّل معي عالماً صغيراً لا يقل دهشة عن أعظم عجائب الخلق…
عالم النمل، وبالتحديد نمل العسل، حيث نجد نوعاً من العمالة الفريدة تدعى «الخزانات الحية». هذه النملة الصغيرة تتحوّل إلى مخزن متحرك للطعام والسوائل، لتصبح مصدراً حيوياً لبقية المستعمرة في أوقات الشح والجفاف. سبحان الله العظيم!
الخزانات الحية: لا تتحول كل النمل إلى خزانات حية، بل فقط بعض العمالة المختارة. تقوم باقي النمل بتغذيتهم حتى تنتفخ بطونهم بشكل هائل، أحياناً حتى يصل حجمها إلى حجم حبة عنب صغيرة! هذا التضخم المدهش ويجعل النمل شبه ثابت على أسقف غرفهم تحت الأرض، معلّقين كأغلى كنز.
وظيفتهم: هؤلاء «الخزانات الحية» يعملون كالمخزن المتحرك. عندما ينقص الطعام أو الماء، يقوم النمل الباحث عن الغذاء بلمس قرون الاستشعار الخاصة بهم، فتبدأ النملة الخزينة بإرجاع ما خزّنته من سوائل للطعام.
سبحان الله الذي أبدع هذه الكائنات الصغيرة بحكمة فائقة، فحتى عالم النمل يحمل لنا دروساً في التعاون، التخزين، والصبر على الشح، ويعلّمنا كيف يمكن للضعف أن يتحول إلى قوة بإبداع الله وقدرته.