![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
* رب قائل يعترض:إن كان جوهر اللاهوت لا يقع تحت الحواس، فلماذا نتحدث في هذه الأمور؟ نعم، هل لأني لاأستطيعأن أشرب النهر كله يكون هذا سببًا في ألاأستقي منه باعتدال قدر ما يناسبني؟! هل لأن عيني تعجزان عن استيعاب أشعة الشمس في كمالها لاأنظرإليها قدر ما احتاج؟! وإذا دخلت حديقة عظيمة ولم أقدرأنآكل كل ثمارها هل تريد منيأنأخرج منها جائعًا؟! إذن لأسبح اللٌه خالقنا وأمجده، إذ وُهبت لنا وصية إلهية تقول: "كل نسمة فلتسبح الرب" (مز 6:5). إننيأسعى الآن لأقوم بتمجيده دونأنأصفه، عالمًا أنه بالرغم من عجزي عن القيام بتمجيده حسبما يستحق، لكن حتى هذا السعي هومن الأعمال التقوية. ويشجع الرب يسوع ضعفي بقوله: "اللٌه لم يرهأحد في أي زمان". * يستحيل عليناأن نتطلع إلى اللٌه بأعين بشرية، لأن غير الجسدي لا يقع تحت الأعين الجسدية. وقد شهد الابن الوحيد، ابن اللٌه نفسه، قائلًا: "اللٌه لم يرهأحد في أي زمان". فإن فهمأحد مما ورد في حزقيال أنه رأى اللٌه (حز 28: 1)، فإنه ماذا يقول الكتاب المقدس؟ إنهرأى"شبه مجد اللٌه"، وليس الرب ذاته كما هو في حقيقته بل شبه مجده. فإن كانت رؤية شبه المجد تملأ الأنبياء رعدة، فبالتأكيد إن حاول أحد رؤية اللٌه ذاته يموت، وذلك كالقول: "الإنسان لا يرى وجهي ويعيش" (خر 20:33) ["لا يراني ويعيش"]. من أجل هذا فإن اللّه بحنو رحمته بسط السماوات أمام لاهوته لكي لا نهلك. لستأقول هذا من عندي بل هو قول النبي: "ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال" [وتذوب] (إش 1:64). لماذا تتعجب من سقوط دانيال عند رؤيته شبه المجد، إن كان دانيال عند رؤيته جبرائيل، الذي هو ليس إلا مجرد خادم اللّه، ارتعب للحال وسقط على وجهه ولم يجسر النبي أن يجيبه بالرغم من أن الملاك نفسه جاء على شبه ابن بشر؟ (راجع دا 9: 10، 16، 18). إن كان ظهور جبرائيلأرعب الأنبياء، فهل يرى الإنسان اللّه كما هو ولايموت؟! القديس كيرلس الأورشليمي |
|