![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «وَدَعَا ٱللهُ ٱلنُّورَ نَهَاراً، وَٱلظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً». وَدَعَا ٱللهُ ٱلنُّورَ نَهَاراً، وَٱلظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً أي سمى كلا منهما بما يميزه عن الآخر على طريق السمع وفي ذلك إشارة إلى قصد الله أن يخلق مخلوقاً يميز بين المخلوقات بالأصوات ويدعو الأشياء بأسمائها. وكانت الأرض قبل الفصل بين الليل والنهار تحيط بها مادة مضيئة فصفورية أو كهربائية كالكرة الغازية المضيئة المحيطة اليوم بالشمس. ولا بد من أن الأرض أخذت حينئذ تدور على محورها فكان من ذلك تعاقب النور والظلمة والحر والبرد الذي أوجب تقلص قشرة الأرض. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً المساء في العبرانية «عرب» أي وقت الغروب وقيل معناه مزيج أو خليط كان المقصود به ما بين الغروب والعتمة من ضوء الشفق لأنه وقت اختلاط النور بالظلام. وذُكر هنا المساء قبل الصباح لأن النور كان بعد الظلام. وجاء في زكريا «لاَ نَهَارَ وَلاَ لَيْلَ، بَلْ يَحْدُثُ أَنَّهُ فِي وَقْتِ ٱلْمَسَاءِ يَكُونُ نُورٌ» (زكريا ١٤: ٧). والصباح بالعبرانية «بقر» (בקר) أصله الشق وفي العربية بَقَرَهُ يبقره بقراً شقّه ويأتي الفعل في العبرانية بمعنى فجر وانفجر. والفجر في العربية شق الشيء شقاً واسعاً ومنه الفجر لأول الصباح. وخلاصة ما ذُكر إن الصباح سُمي بذلك لشق النور جلباب الظلام. ولسبق الظلمة النور والليل النهار. اعتاد أهل المشرق أن يحسبوا بداءة اليوم غروب الشمس ويذكروا المساء قبل الصباح فالعادة على ذلك قديمة جداً على أن الذي في كثير من كتب اللغة العربية إن اليوم من الفجر الأول إلى غروب الشمس ولكنهم يحسبون مساء اليوم من ليلة الغد فيكون أول اليوم الذي هو أربع وعشرون ساعة المساء. يَوْماً وَاحِداً اليوم في العبرانية «يوم» لكن رأى كثيرون من علماء العبرانية أن أصله «يحم» وقُلبت الحاء واواً. ويحم في العبرانية كيحم في العربية. وفي هذه يُقال «حم التنور يحمه حماً سجره أي ملأه وقوداً وأحماه. وحمّ الماء يحم حماً سخن». سمي بذلك لما في النهار من حر الشمس. ولكن اليوم في هذه الآية مدة من مُدد الخلق الست لا أربع وعشرون ساعة واستعمال اليوم بمعنى المدة جاء في قوله «يَوْمَ عَمِلَ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ ٱلأَرْضَ وَٱلسَّمَاوَاتِ» (تكوين ٢: ٤). فاليوم هنا مجموع مُدد الخلق كلها. وجعلها مدة واحدة إذ اعتبر الخلق جملة لا مفصلاً على التوالي. وعلى هذا ذهب أكثر العلماء إلى أن اليوم السابع أي يوم استراحة الله من عمل الخلق هو المدة التي نحن فيها كقول زكريا «وَيَكُونُ يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ لِلرَّبِّ» (زكريا ١٤: ٧). مشيراً إلى كل مدة النظام المسيحي الإنجيلي. وكقول موسى «أنت اليوم عابر الأردن» مشيراً إلى المدة (انظر تاريخ العهد القديم للدكتور جمس أنس). وحسب الكلدانيون مدة العالمين ٤٣٢٠٠ سنة وترتيب الخلق المتوالي لم يُعرف إلا بوحي الله والوفاق بين كلام الوحي ونبإ الطبيعة على غاية الكمال. ولا تزال طبقات الصخور رافعة أعلام الشهادة به. فعلم الجيولوجيا خدم الدين أحسن خدمة بحل المشاكل في هذا التاريخ القديم. |
|