عندما قُتل أخزيا أرادت أمه عثليا بنت آخاب أن تنفرد بالحكم فأبادت جميع النسل الملكي، وأنقذت العناية الإلهيَّة طفلًا لأخزيا وهو يوآش إذ خبأته يهوشبعة وزوجها يهوياداع لمدة ست سنوات، وفي السنة السابعة نصَّبه يهوياداع والكهنة واللاويون ورؤساء الجيش ملكًا، وقتلوا عثليا، فقام يوآش بإصلاحات ضخمة وبدأ بداية حسنة، فهدموا بيت البعل وكسروا مذابحه وتماثيله، وعادت العبادة إلى بيت الرب وأصعدوا المحرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى بالفرح والغناء "وعَمِلَ يُوآشُ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ" (2أي 24: 2).
وكان يهوياداع هو الأب الروحي للملك الصغير والمُرشد الأمين له، ولكن للأسف الشديد أنه بعد موت يهوياداع عن عمر مائة وثلاثين عامًا، جاء رؤساء يهوذا وتملَّقوا الملك وخدعوه وسجدوا له... فماذا كانت النتيجة..؟. لقد "تَرَكُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ وَعَبَدُوا السَّوَارِيَ وَالأَصْنَامَ، فَكَانَ غَضَبٌ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ لأَجْلِ إِثْمِهِمْ هذَا"(2أي 24: 18) وبالرغم من إنذارات الأنبياء لهم إلاَّ أنهم لم يصغوا لهم، وعندما أنذرهم زكريا بن يهوياداع الكاهن "وقال لَهُمْ: هكَذَا يَقُولُ اللهُ: لماذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ. فَفَتَنُوا عَلَيْهِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ بِأَمْرِ الْمَلِكِ فِي دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ. وَلَمْ يَذْكُرْ يُوآشُ الْمَلِكُ الْمَعْرُوفَ الَّذِي عَمِلَهُ يَهُويَادَاعُ أَبُوهُ مَعَهُ، بَلْ قَتَلَ ابْنَهُ" (2أي 24: 20 - 22)، فبعد أن بدأ يوآش بالروح كمل بالجسد.