أراد يهوشافاط ملك يهوذا الصالح أن يصنع صلحًا مع مملكة إسرائيل، بعد حروب دامت نحو ستين عامًا بين المملكتين، وكان من عادات ذاك الزمان أن معاهدات الصلح تنتهي بالمصاهرة، ولذلك تزوَّج يهورام بن يهوشافاط بعثليا بنت أخآب، وربما كان ليهوشافاط نظرة مستقبلية في توحيد المملكتين على يد ابنه يهورام بعد موت أخآب، فأنه هو الوريث الشرعي لمملكة يهوذا، وهو صهر أخآب ملك إسرائيل، فربما تشأ الأقدار أن تتحد المملكتان تحت مُلك يهورام، وجاء في سفر الأخبار " وَكَانَ لِيَهُوشَافَاطَ غِنًى وَكَرَامَةٌ بِكَثْرَةٍ. وَصَاهَرَ أخآب" (2أي 18: 1) وفي هذا أخطأ يهوشافاط لأنه ربط نفسه بمصدر الشر أخآب وإيزابل، وكان يمكنه أن يصنع هذا السلام دون التورط في مصاهرة ذاك الملك الشرير الذي أوقعه في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وكاد يُقتل بيد جنود آرام (1مل 22: 32-33).
كما أن دخول عثليا إلى مملكة يهوذا كان بشير شؤم، إذ حاولت جاهدة على نشر شر أبيها وأمها في المملكة وزرعت عبادة البعل في أورشليم، في الوقت الذي كان فيه يهورام أخيها يجتهد لإقتلاع عبادة البعل من المملكة الشمالية.
وخاب ظن يهوشافاط الذي توقع أن عثليا تسلك سلوك بنات يهوذا، فإذ بها تجتذب زوجها يهورام ثم إبنها أخزيا إلى عبادة الأوثان، حتى قال الكتاب عن زوجها يهورام بن يهوشافاط " وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أخآب، لأَنَّ بِنْتَ أخآب كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" (2مل 8: 18). وعندما تكلم الكتاب عن أخزيا الابن الشرير ربط بينه وبين أمة " عثليا " وجده والد أمه " أخآب " وجده الأكبر " عمري " فجميعهم متجذّرون في الشر، فقال الكتاب عن أخزيا ملك يهوذا " وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. وَسَارَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ أخآب، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَبَيْتِ أخآب، لأَنَّهُ كَانَ صِهْرَ بَيْتِ أخآب" (2مل 8: 26-27)..
لاحظ أن الكتاب ربط بين الشخصيات الأربعة، وفي سفر ميخا عاتب الله شعبه على عبادتهم الباطلة قائلًا " وتحفظ فرائض عمري وجميع أعمال بيت أخآب. وتسلكون بمشوراتهم" (مي 6: 16).