(2) غيظه من الذين دعوه للهرب كأنه عصفور صغير من وجه الصياد يلحقه من مكان لآخر فلا يقر له قرار إلا بالبعد في الجبال. وهنا محك مزدوج فهو كجندي شجاع لا يسمح لنفسه بالهرب والجبن من المعركة وكمؤمن لا يسمح لنفسه أن يكفر بنعمة الله ورحمته.
مع أن الخطر موجود والأشرار يستعملون ضده أهم السلاح المعروف عندئذ. فهم يستعملون السهم الذي يطير بعيداً وفي جنح الظلام لأن هؤلاء الأعداء ماكرون غادرون لا يرعون حرمة فهم على كامل استعدادهم أن يرموا ويهلكوا الأبرياء الذين لم يسيئوا إليهم. ويظهر أن هؤلاء الأعداء ينوون الأذية وليس فقط أنهم يتظاهرون بها لأنهم سفاكون للدماء حتى دماء الأبرياء.