استمر الانبا انطونيوس يجنى ويقطف الورود والزهور من بستان الفضائل فكان يوما بعد يوم يزداد وينمو فيها ويعطى ويرشد أولاده وتلاميذه الكثيرين حتى جاء زمن الاضطهاد الذى اثاره الامبراطور مكسيميانوس دازا فى عام 311م فنزل مسرعا من صومعته وعزلته هو بعض اولاده الرهبان فنزلوا الى الاسكندرية واخذ يطوف فى الشوارع والسجون والأسواق وساحات القضاء بالمدينة واخذ يعظ ويشدد ويثبت هؤلاء المعترفين ويشوقهم لسفك دمهم من اجل فاديهم .
وكان فى شدة الغيرة فى ساحة القضاء لكى يبعث الهمة فى نفوس الذين دعوا للجهاد كان يخفف عليهم مسجنهم بالترتيل والصلاة ليحول سجنهم المظلم الى مكان نور وكان كلامه الروحى يخفف الامهم ويشجعهم على الاستشهاد وكان يدافع عنهم فى ساحات القضاء بقوة شديدة .