ألبرتوس الأورشليميّ
درس القدّيس ألبرتوس طريقة حياة النسّاك، أعطاهم في العام 1208 على جبل الكرمل قانونَ حياةٍ رهبانيًّا غنيًّا بسموّه الروحيّ. وسلّط في هذا القانون الضوء على جانبَين أساسيَّين من روحانية النبيّ إيليّا؛ يتمحور الأوّل حول روح التأمّل في حضور الله بصمت: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ» (1 مل 17: 1)، فيما يُجسِّد الثاني الحماسة لمجد الربّ والرغبة في اكتشاف الله الحيّ: «أحتَرِقُ غَيْرَةً لإلهِ الجُنود» (1 مل 19: 10).
أضافَ القدّيس ألبرتوس إلى نهج حياة النسّاك عنصرَ الحياة الجماعيّة، إذ إنّهم كانوا حتّى ذلك الحين يُمارسون حياة العزلة، كلٌّ في كهفه. ويُذكر أنّ قانون الرهبنة الكرمليّة الذي كتَبَ نصَّه القدّيس ألبرتوس هو أقصر دستور موجود في التقليد الروحيّ الكاثوليكيّ، وهو مبنيّ بالكامل على تعاليم الكتاب المقدّس، ولا يزال حتّى اليوم الملهم الأوّل للروحانيّة الكرمليّة في فروعها الرهبانيّة كافّة. وفي 14 سبتمبر/أيلول 1214، اغتيل البطريرك القدّيس في خلال أعياد تمجيد الصليب المقدّس، على يد أحد رؤساء مستشفى الروح القدس في عكا، وكان البطريرك قد أقاله من منصبه لسوء سيرته.