![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرفض لا يعني الفشل بل هو اختبار لقوة الحلم في داخلك كانت فتاة شابة تُدعى ميلاني بيركنز تحلم بتغيير العالم، لا بالسلاح أو السياسة، بل بفكرة بسيطة: أن تجعل التصميم سهلاً ومتاحًا للجميع. كانت ترى زملاءها يقضون ساعات طويلة في محاولة فهم برامج التصميم المعقدة، وتقول في نفسها: "لماذا يجب أن يكون التصميم حكرًا على المحترفين؟ أليس من حق الجميع أن يعبّروا عن أفكارهم بسهولة؟" من هذا التساؤل البسيط وُلدت شرارة Canva، لكن الطريق من الفكرة إلى الواقع كان مليئًا بالأشواك. عندما بدأت ميلاني تسعى لإقناع المستثمرين بفكرتها، كانت في أوائل العشرينيات من عمرها، بلا خبرة في عالم المال أو التكنولوجيا، فقط حماس لا ينطفئ. طرقت أبواب العشرات من المستثمرين، وقدّمت عرضها بثقة، تشرح حلمها بأن تبني منصة تصميم بسيطة يستطيع أي شخص استخدامها دون تدريب. لكن الردود كانت دائمًا واحدة: "فكرتك بسيطة جدًا." "السوق لا يحتاج هذا النوع من الأدوات." "لا أحد سيدفع مقابل شيء كهذا." رفض تلو الآخر، أكثر من 100 مرة، حتى كادت الأصوات السلبية تُخمد نار الحلم في داخلها. كانت تخرج من كل اجتماع بوجهٍ مبتسمٍ، لكنها تبكي بعده بصمت، وهي تتساءل: "هل أنا مخطئة؟ أم أنهم لا يرون ما أراه؟" ورغم كل ذلك، لم تستسلم. بدأت تُعيد صياغة فكرتها، تطوّرها، تُجري أبحاثًا، وتجمع حولها فريقًا صغيرًا يؤمن بها. كانت تعمل من غرفة المعيشة في منزلها، تُصمم النماذج بنفسها وتكتب الرسائل للمستثمرين ليلًا بعد يوم طويل من العمل. حتى جاء اليوم الذي قابلت فيه المستثمر بيل تاي في فعالية ريادية. لم يؤمن بها فورًا، لكنه لاحظ شيئًا في عينيها: إصرار نادر. استمرت في التواصل معه، أرسلت له تحديثات، لم تتوقف عن المحاولة. وبعد عامٍ كامل من المثابرة، قرر أن يمنحها فرصة. وفي عام 2013، وُلدت Canva رسميًا. اليوم، وبعد سنوات من العمل الدؤوب، أصبحت Canva واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، تُقدّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، ويستخدمها ملايين الأشخاص في أكثر من 190 دولة، من الطلاب والمعلمين إلى الشركات العملاقة. لكن الأهم من ذلك، أن ميلاني بيركنز أثبتت أن النجاح ليس في الفكرة وحدها، بل في الإصرار على تحقيقها رغم السخرية والرفض. تقول ميلاني اليوم: "كل ’لا‘ سمعتها كانت تقترب بي خطوة نحو ’نعم‘ واحدة غيّرت حياتي." وهكذا، تحوّلت الفتاة التي رُفضت أكثر من مئة مرة إلى واحدة من أصغر المليارديرات العصاميين في العالم، لتصبح قصتها درسًا خالدًا لكل من سمع كلمة "مستحيل". الرفض لا يعني الفشل، بل هو اختبار لقوة الحلم في داخلك. فمن يصمد أمام الرفض، يصنع من كل "لا" سلّمًا يرتقي به نحو النجاح. |
|