"رآهم"، وقالَ لهم: " اُمضُوا إلى الكَهَنَةِ فأَرُوهُم أَنفُسَكُم"، فكانَ بنظرتِه راحِمًا، وبكلمتِه شافِيًا.كما جاءَ في الكتابِ: "مَن آمَنَ بِهِ لا يُخْزى"(رومة 10: 11). لقد أظهروا إيمانَهم حين أطاعوا يسوعَ قبل أن يُشفَوا،فانطلقوا إلى الكهنةِ وهم ما زالوا بُرصًا،مُوقنينَ أنَّ كلمتَهُ قادرةٌ أن تصنَعَ العَجَب.
إنَّ هذا الإيمانَ العمليّ كان دليلَ ثقتِهم العميقةِ بيسوعَ المُعلِّم.لكنَّ يسوعَ عابَ التِّسعةَ الذين لم يَعودوا ليُشكروه،فـحَرَموا أنفسَهم من البركةِ الأكبر — أي الخلاص.لقد انشغلوا بالشفاءِ الجسديّ،ولم يَتَمَتَّعوا بالشِّفاءِ الرّوحيّ الّذي هو نعمةُ الخلاص.ومن هنا نفهمُ أنَّ الإيمانَ ليس حِكرًا على أُمّةٍ أو شَعبٍ،بل هو عَطيةٌ مفتوحةٌ لكلِّ البشريّة.فقد أرادَ القدّيسُ لوقا الإنجيليّ أن يُظهِرَ هذا البُعدَ الشاملَ للخلاص،من خلالِ لقاءِ يسوعَ معَ العَشَرَةِ البُرْصِ، الذين كانَ أحدُهم سامِريًّا غريبًا،لكنَّهُ عادَ شاكِرًا ومُمجِّدًا ليسوع،فاستحقَّ وحدَهُ أن يسمعَ كلمةَ الرَّبِّ: "قُمْ، فامضِ، إِيمانُكَ خَلَّصَكَ"(لوقا 17: 19).