![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَبَرَكَاتُ الْغَمْرِ الرَّابِضِ تَحْتُ. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ. بَرَكَاتُ أَبِيكَ فَاقَتْ عَلَى بَرَكَاتِ أَبَوَيَّ. إِلَى مُنْيَةِ الآكَامِ الدَّهْرِيَّةِ تَكُونُ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ، وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ." يوسف: نال يوسف مدحا أكثر من إخوته فقد كان أمينًا مع الله ومحبًا للجميع أيا كان موقعه. ولقد كان مثمرًا: غصن شجرة مثمرة. وهذه أعلى درجات النمو أن يكون الإنسان الروحي مثمرًا مهما أصابته سهام العدو (إخوته ثم زوجة فوطيفار ثم فوطيفار نفسه) فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام. ويعقوب كرر مرتين أن يوسف كان غصن شجرة مثمرة. فهو رغمًا عن الاضطهادات التي واجهته ثبت ونما وزاد ونال من ثماره الجميع، فهي ثمار محبته لله وللجميع. وهنا يوسف يشير للمسيح الذي اضطهدوه ولكن تمتع بخلاصه الجميع حتى من اضطهدوه. ثم قال يعقوب أغصان قد ارتفعت فوق حائط= كان غصن وصار أغصان، إذًا هو نمو وزيادة، وهكذا الكنيسة جسد المسيح. فالمسيح هو الغصن (أش 1:11؛ أر 5:23؛ زك 8:3) ولماذا كرر قوله غصن مرتين؟ فرقم 2 يشير للتجسد الذي جعل به الاثنين واحدًا وصار المسيح الكرمة ونحن الأغصان. فالأغصان إشارة للكنيسة جسد المسيح (يو 5:15) وهذه الكنيسة مسنودة على حائط، هو المسيح الصخرة الحقيقية. فالكروم تحتاج لحائط قوي يسندها فهي ضعيفة في ذاتها إن لم يسندها أحد. وهذه هي بركات المسيح لكنيسته المضطهدة. وهذا الغصن على عين = عين الماء هو إشارة للروح القدس الذي يروي الكنيسة فتثمر. وبالرغم من الاضطهاد ليوسف (أو للمسيح أو للكنيسة) ثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه بمساعدة من الله من يدي عزيز يعقوب. فالله هو عزيز يعقوب أي إلهه المحبوب لديه، الراعي والصخر المعين له. ويعقوب يطلب لابنه المحبوب كل البركات. بركات السماء من فوق = أي مطر وندى. وبركات الغمر الرابض تحت= أي الأنهار والينابيع. وبركات الثديين والرحم = أي كثرة النسل وصحة وبركة للأطفال من لبن الثديين. بركات أبيك لك فاقت على بركات أبوي = أي أكثر من البركات التي أعطاها أبوي يعقوب ليعقوب. هذه البركات رمز للبركات الروحية التي يعطيها الله لكنيسته وهي تزيد بكثير عن البركات المادية التي حصل عليها شعب الله في العهد القديم. إلى منية الأكام الدهرية = الأكام هي التلال العالية. والدهرية أي إلى مدى الدهر. والمعنى فلتحل هذه البركات عليك وأمنيتي أن تستمر لك طالما كانت الأكام باقية وطالما هي باقية إلى الأبد. إذًا فالبركات لك تكون إلى الأبد. وهذه هي بركات المسيح التي صارت للكنيسة وتستمر حتى تزول السماء والأرض. وعلى قمة نذير إخوته= إخوة يوسف أبعدوه عنهم لكنه كان قد أفرز وتكرس وتخصص لله، فالنذير يعتزل إخوته وكل الناس. ومن تكرس لله يستحق كل هذه البركات له. وقمة نذير إخوته في الإنجليزية على تاج رأس نذير إخوته. مع يهوذا رأينا فداء المسيح ومع زبولون رأينا المسيح يسكن وسط كنيسته. ومع يساكر رأينا الشبع بالمسيح، ومع دان رأينا حرب مستمرة خارجية وداخلية ضد الكنيسة. ومع جاد رأينا الجهاد في هذه الحروب المستمرة. ومع أشير رأينا عمل نعمة الروح القدس في الكنيسة. ومع نفتالي وجدنا الحرية المنضبطة كثمرة للروح القدس. فكان من الطبيعي أن نصل لكنيسة مثمرة مستندة على حبيبها، لها ثمار كثيرة هي ثمار الروح القدس الذي يملأها. . والنهاية سيكون نصيب الكنيسة عن اليمين وهذا معنى أن بنيامين يأتي أخيرًا. |
|