![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ما يحل بالشعب من هزيمة ليس بسبب قوة العدو، لكن كحكم الله إلههم الذي يدينهم لكي يردهم إليه بالتوبة. يمسك بمشرط الطبيب ليجرح فيشفي أمراضهم. "لأن الرب يدين شعبه، وعلى عبيده يُشفق. حين يرى أن اليد قد مضت ولم يبقً محجوز ولا مطلق. يقول: أين آلهتهم الصخرة التي التجأوا إليها؟! التي كانت تأكل شحم ذبائحهم، وتشرب خمر سكائبهم. لتقم وتساعدكم وتكن عليكم حماية! انظروا الآن. أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أُميت وأُحيي. سحقت وإني أشفي، وليس من يدي مخلص. إني أرفع إلى السماء يدي وأقول: حيّ أنا إلى الأبد. إذا سننت سيفي البارق وأمسكت القضاء يدي أرد نقمة على أضدادي وأجازي مبغضي. أسكر سهامي بدمٍ، ويأكل سيفي لحمًا. بدم القتلى والسبايا ومن رؤوس قواد العدو. تهللوا أيها الأمم شعبه، لأنه ينتقم بدم عبيده، ويرد نقمة على أضداده، ويصفح عن أرضه عن شعبه" [36-43]. إنه يدين شعبه وعلى عبيده يشفق، بمعنى أنه يحكم عليهم بالتأديب لكن خلال مراحمه الإلهية. أو لعله إذ رجعوا إليه يحكم لصالحهم فيقف ديّانًا لحسابهم ضد الأمم التي أذلتهم والتي تفتخر بآلهتها كصخرة يختفون فيها. الله يسمح بجرح النفس بتأديبات لأجل شفائها من أمراضها وفسادها، كما يجرحها أيضًا بجراحات الحب الإلهي، فتترنم قائلة: "إِنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا" (نش 2: 5). الذي يجرحها هو السيد المسيح، الحب الحق ، كلمة الله السيف ذو الحدين، يجرحها بسهام المعرفة الروحية السماوية فتئن ليلًا ونهارًا مشتاقة إلى معرفة أعظم حين ترى الرب وجهًا لوجه! * يعلمنا الكتاب المقدس أن الله محبة (1 يو 4: 8)، فقد صوّب ابنه الوحيد "السهم المختار" (إش 49: 2) نحو المختارين، غارسًا قمته المثلثة في روح الحياة. رأس السهم هو الإيمان، الذي يربط ضارب السهم بالمضروبين به. وكأن النفس ترتفع بمصاعد إلهية، فترى في داخلها سهم الحب الحلو يجرحها، متجملة بالجروح... إنه جرح حسن وألم عذب، به تخترق "الحياة" النفس، إذ بواسطة دموع "السهم" تفتح النفس الباب الذي هو مدخلها. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * إن التهب أحد ما في أي وقت بالحب الصادق لكلمة الله، إن تقبل أحد الجراحات الحلوة لهذا السهم المختار، كما يسميه النبي، إن كان قد جُرح أحد برمح معرفته المستحقة كل حب حتى أنه يحن ويشتاق إليه ليلًا ونهارًا، فلا يقدر أن يتحدث إلا عنه، ولا ينصت إلا إليه، ولا يفكر إلا فيه، ولا يميل إلى أية رغبة أو يترجى سواه. متى صار الأمر هكذا تقول النفس بحق: [إني مجروحة حبًا]. إنها تتقبل جرحها من ذاك الذي قيل عنه: [جعلني سهمًا مختارًا، وفي جعبته يخفيني] (إش 49: 2).يليق بالله أن يضرب نفوسنا بجراحات كهذه، يجرحها بمثل هذه السهام والرماح، ويضربها بمثل هذه الجراحات الشافية... ما دام الله "محبة"، فإنهم يقولون عن أنفسهم: [إني مجروحة حبًا]. حقًا إنها دراما الحب، إذ تقول النفس: "إني تقبلت جراحات الحب". النفس التي تلتهب بالشوق نحو حكمة الله، أي التي تقدر أن تنظر جمال حكمته، تقول بنفس الطريقة: "إني مجروحة بالحكمة". والنفس التي تتأمل سمو قدرته، وتدهش بقوة كلمته، يمكنها القول: "إني مجروحة بالقدرة"... والنفس التي تلتهب بحب عدالة الله وتتأمل عدل تدابير عنايته تقول بحق: "إني مجروحة بالعدل". والنفس التي تتطلع إلى عظمة صلاحه وحنو محبته ينطق أيضًا بنفس الطريقة. أما الجرح الذي يشمل هذه الأمور جميعها فهو جرح الحب الذي به تعلن العروس: "إني مجروحة حبًا". العلامة أوريجانوس * ما كان يمكن لشاول المضطهد أن يموت ما لم يُجرح من السماء (أع 9: 4)، وما كان يمكن للمبشر أن يقوم إلا بالحياة التي أعطيت له بدم (المسيح).* شاول هُدم، وبولس المبشر بُني... قيل لإرميا: "قد وكلتك... لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس" (إر 1: 10). لهذا فإن هذا هو صوت الرب: [أنا أجرح وأنا أشفي] [39]. إنه يضرب فساد العمل، ويشفي ألم الجرح. هذا ما يفعله الأطباء حينما يقطعون ويجرحون ويشفون. يمسكون بالسلاح (المشرط) لكي يضربوا، يحملوا حديدًا ويأتوا لكي يشفوا. القديس أغسطينوس * ليت غير الأصحاء يجرحون، فإنهم إذ يجرحون كما يليق يصيرون أصحاء.* ذات الرب، طبيبنا الإلهي، يستخدم أدواته هو وخدامه بواسطتكم... وذلك حسب قوله: [أنا أجرح وأنا أشفي] . القديس أغسطينوس |
![]() |
|