![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لم يَتَحاشَ السَّيِّدُ المسيحُ الشَّبكةَ التي نَصَبَها له الكَتَبَةُ والفِرِّيسِيُّونَ، وإنّما سَمَحَ لهم أن يَسقُطوا في ذاتِ الشَّبكة، إذ شَعَروا بالخِزيِ والعارِ أمامَ الجَمع. إذ لم يستطيعوا تنفيذَ النَّاموس، لأنَّه لم يُوجَدْ أحدٌ مِنهم مُستحِقًّا أن يَرفعَ أوَّلَ حجرٍ ويَرميَه على المرأةِ الزَّانية. "فانصَرَفوا واحِدًا بَعدَ واحِدٍ، يَتقدَّمُهُم كِبارُهُم سِنًّا" (يوحنَّا 8: 9). لقد حوَّلَ السَّيِّدُ المسيحُ أنظارَهُم مِن التَّركيزِ على تصرُّفاتِ المرأةِ الزانية، أو مِن انتِظارِ الحكمِ عليها، إلى ضَّمائرِهِم الدَّاخليَّة، لِيَروا الفَسادَ في أعماقِهِم، لَعَلَّهُم يَتوبون ويَرجِعون إلى الله. لكن عِوَضًا عن الاعترافِ بالخطيئة، وقَبولِ مَشورةِ طبيبِ النُّفوس، هَربوا، كما فَعَلَ الشَّعبُ في معركةِ داود ضدَّ أبشالوم: "فانقَلَبَ النَّصرُ في ذلِكَ اليومِ إلى مَنَاحَةٍ عندَ كُلِّ الشَّعب" (2 صموئيل 19: 3). ما فَعَلوه أنَّهُم خَشُوا الفضيحةَ والعَار، فهربوا لا إلى المسيحِ مُخلِّصِهِم، بل إلى خارِجِ نورِه، حتى لا يَفضَحَهُم. |
![]() |
|