ما أعظم صانع هذا الكون
تخيّل أن تدخل أعماق غابات إفريقيا الغربية، حيث تختبئ بين مجاري الأنهار وضفاف الجداول كائنات قد تبدو للوهلة الأولى خيالية أكثر منها حقيقية… إنّه ضفدع الجوليات، العملاق الصامت الذي يتربّع على عرش عالم البرمائيات.
هذا الكائن العجيب ليس مجرد ضفدع عادي، بل هو أكبر ضفدع على وجه الأرض؛ إذ يصل طوله إلى ما يقارب 33 سنتيمترًا، أي بحجم ذراع إنسان تقريبًا، بينما يزن نحو 3 كيلوجرامات، أي بوزن طفل رضيع. ورغم ضخامته، يملك رشاقة مذهلة تمكّنه من القفز لمسافة تصل إلى 3 أمتار كاملة في قفزة واحدة، وكأنّه كرة حيّة من العضلات والطاقة.
الأكثر إدهاشًا أنّ هذا الكائن الجبار، على عكس كل الضفادع الأخرى، لا ينطق ولا ينعق، وكأنّ الصمت جزء من هيبته التي تثير الرهبة والإعجاب معًا. ومع ذلك، فهو ليس كائنًا صامتًا فقط، بل أيضًا مهندس بارع؛ إذ يقوم بحفر الأحواض الصغيرة بين الصخور، ويبني أعشاشًا مائية ليضع فيها بيوضه، محافظًا على ذريته بعناية مذهلة.
إنه مخلوق يثير الدهشة في كل تفاصيله: حجمه، قوته، صمته، وغرابة عاداته. ومع كل ذلك، يعيش هذا العملاق في هدوء بين الأنهار والغابات، شاهدًا حيًّا على إبداع الخالق في صنعه، ليذكّرنا أنّ عظمة الخلق ليست في الضخامة فقط، بل في التوازن الدقيق بين القوة والسكينة، بين الهيبة والحنان.
حقًا… ما أعظم صانع هذا الكون!