![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ. نَفْسِي نَحْوِي كَفَطِيمٍ [2]. يذكر معلمنا متى البشير: فدعا يسوع إليه ولدًا وأقامه في وسطهم، وقال: الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (مت 18: 1-4). يؤكّد السيِّد لطالبي الملكوت التزامهم بالرجوع ليصيروا مثل الأولاد، فيدخلوا ملكوت السماوات. إنه ليس تراجعًا إلى الوراء، لكنّه نمو نحو الطفولة المتواضعة البسيطة. فالإنسان خلال خبراته على الأرض تنتفخ ذاته جدًا، ولا يستطيع الدخول من الباب الضيق. لهذا يليق به أن يتخلّى عن كل كبرياء لكي تصغر ذاته جدًا وتُصلب تمامًا، فيعبر خلال سيّده المصلوب من باب التواضع، الذي هو الباب الملوكي والمدخل الوحيد للملكوت السماوي. أجمل زينة وأعظمها في عيني الله الوداعة. وكما يقول الرسول بطرس: "إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1 بط 3: 4). يرى القديس أغسطينوسأنه يليق بالمؤمن أن يحرص على تواضعه، فكلما وُهبت له عطايا ومواهب من قِبَل الله لا ينتفخ بل بالأكثر يتواضع، وكما يقول ابن سيراخ: "ازدد تواضعًا ما ازددت عظمة، فتنال حظوة لدى الرب" (سي 3: 18). * لست متكبرًا: لا أود أن أكون معروفًا بين الناس بقواتٍ عجيبة، ولا أطلب شيئًا فوق قدرتي، أفتخر بها بين الجهال. وذلك مثل سيمون الساحر الذي أراد أن يتقدم في العجائب فوق قدراته، ولهذا سُر بالأكثر بسلطان الرسل عن برّ المسيحيين. القديس أغسطينوس * ليكن سموِّنا في تواضعنا، ومجدنا في عدم محبّتنا للمجد، وليكن اشتياقنا منصبًّا فيما يُسِر الله، واضعين في ذهننا ما يقوله لنا الحكيم: "إذ تصيرون عظماء تتّضعون بالأكثر، فتجدون نعمة لدى الرب" (ابن سيراخ 3: 18). فإن الله يحتقر المتعجرفين، ويحسب المتكبّرين كأعداء له، لكنّه يكلِّل الودعاء ومتواضعي الذهن بالكرامات. القديس كيرلس الكبير * من هو هذا الطفل الذي يليق بتلاميذ المسيح أن يتمثلوا به إلا الذي قال عنه إشعياء: "يُولد لنا ولد ونعطَى ابنًا..." (إش 9: 6)، هذا الذي قال: "اِحمل صليبك واتبعني" (مت 16: 24). هذا الذي تميّز بأنه "إذ شُتم لم يكن يُشتم عوضًا، وإذ تألّم لم يكن يهدّد" (1 بط 2: 23). هنا الفضيلة الكاملة في الطفولة حيث تحمل الأمور القديمة المكرّمة، كما تحمل الشيخوخة براءة الطفولة". القديس أمبروسيوس * لقد اخترت الفضيلة التي ضدها المبالغة، اخترت التواضع والاعتدال والندم. هذا هو ذات الوصية التي أعطاها المسيح لتلاميذه بالقول: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد، فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (مت 18: 3). يقول المرتل: مارست تواضعًا مثل هذا، مثل رضيع على الصدر، كما يلتصق بأمه في تواضعٍ، بعيدًا عن أي تشامخٍ، يحيا في بساطة وبراءة، هكذا أنا في علاقتي بالله، التصق به دون توقفٍ. القديس يوحنا الذهبي الفم يقدم لنا القديس أغسطينوس عدة آراء بخصوص تشبيه المرتل نفسه بالفطم نحو أمه، من بينها أن الله يريد منا أن نكون متواضعين، فلا نطلب عجائب فوق قدراتنا، وأن نرتفع ونسمو بفطمنا عن اللبن وأكل الطعام القوي. [أوضح يا إخوتي أن الله يريدنا أن نعرف متى نكون متواضعين ومتى نرتفع. نكون متواضعين لكي نصد الكبرياء، ونرتفع لكي نكون في الحكمة. نقتات باللبن لكي ما ننتعش، وننتعش لكي ننمو، وننمو لكي نأكل خبزًا. ولكن حين نأكل خبزًا نُُفطم فلا نتغذى باللبن بل بالطعام القوي. هذا ما عناه... إذ لا أكون طفلًا في الذهن، أكون طفلًا في الشر.] في طريق البرية، تتجه أنظار الشعب إلى أرض كنعان لكنهم كثيرًا ما كانوا يعانون من الحرمان من رائحة اللحم الذي في مصر، والشبت والكمون الخ. هذا الفطيم مما كانوا يظنون أنه مباهج مصر في نظرهم حرمان وصلب، ولم يدركوا أنها بداية عملية للتمتع بأرض الموعد. |
![]() |
|