تمثِّل البركات واللعنات عنصرًا جوهريًا في الحياة الروحيَّة وفي الفكر الكتابي. لكن شتَّان ما بين نظرة الكتاب المقدَّس للعنة ونظرة العالم الوثني لها. فالوثنيون يتطلعون إلى اللعنة بكونها غضب إلهي أو من فعل السحر، لا تُنزع من الإنسان خلال التوبة والسلوك الروحي الحيّ، إنَّما خلال استخدام التعاويذ والأعمال السحريَّة. أمَّا الكتاب المقدَّس فيرى في اللعنة الآتي: اللعنة هي ثمرة طبيعيَّة للخطيَّة، يذوق العاصي عربون مرارتها في العالم لعلَّه يراجع نفسه ويتوب عن خطيته، وإلاَّ فإنَّه يذوق كمال المرارة في العالم العتيد. إن كانت البركة هي عطيَّة الله للبار، فإن اللعنة هي ثمرة الشر الذي يرتكبه العاصي (أم 11: 31). الخطيَّة تدخل بالارتباك والفوضى والفساد إلى النفس، فيصير كل ما هو في داخل الإنسان وخارجه فاسدًا [راجع غلا 6: 8؛ رو 6: 21].