إذ كان الشعب في طريقه للتمتُّع بأرض الموعد حسب وعد الله لآبائهم كان إسرائيل يمثِّل معسكرًا حربيًا أكثر منه مملكة. بلا شك كان السؤال الذي يشغل أذهان الكل، كهنة وشعبًا، رجالًا ونساءً، وربَّما حتى الأطفال هو: "ما هو دورنا في المعارك القادمة؟" لهذا كانوا في حاجة أن يضع لهم الرب سلوكًا خاصًا بحروبهم مع الأمم التي يحتلُّون أرضهم، وأيضًا الأمم المجاورة. ويلاحظ في جوهر هذا السلوك إدراك وجود الله وسط شعبه ليتمِّم خطَّته بهم لتهيئة أمَّة مقدَّسة متحرِّرة من كل الرجاسات التي كانت تمارسها الأمم الوثنيَّة، حتى يأتي مخلِّص العالم كلُّه.
الشريعة الواردة هنا تناسب وقت غزو الأرض لتذكيرهم بأن الحرب للرب (1 صم 17: 47).
يوضح دكتور جاميسون Dr. Jameson أنَّه لا يوجد وجه للمقارنة بين ما قدَّمته الشريعة هنا وبين ما كانت تسلكه الأمم في ذلك الحين بخصوص الحروب والعادات الخاصة بها