* يمكننا أن نأخذ الفرس رمزًا لأيَّة ممتلكات في هذا العالم، أو لأي نوع من الكرامة نتَّكل عليها في كبرياء، حاسبين خطأ أنَّكم كلَّما ارتفعتم يزداد آمانكم وعلوّكم. ألا تُدركون بأيّ عنفٍ سوف تلقون؟! كلَّما ارتفعتم إلى أعلى يكون سقوطكم بأكثر ثقل... فكيف إذن يتحقَّق الأمان؟ فإنَّه لا يتحقَّق بالقوَّة ولا بالسلطة ولا بالكرامة ولا بالمجد ولا بالفرس.
القديس أغسطينوس
يرى العلامة أوريجانوسأن الخيل تشير إلى الشيَّاطين التي سقطت من السماء بسبب كبريائها، هؤلاء الذين تبعوا القائل: "أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ" (إش 14: 14).
* امتطى فرعون خيله، فسقط في نوم وهلك. كان للمصريِّين أيضًا خيولهم وهلكوا. لهذا السبب فإن الشريعة قد قدَّمت دواء ألاَّ يملك عبراني خيلًا. تذكَّر أن سليمان لم يكن له حصان من أورشليم أو من اليهوديَّة، إنَّما اِشترى بعض الخيل من مصر (1 مل 10: 28). كانت الخيول تباع في مصر. "هؤُلاَءِ بِالْمَرْكَبَاتِ وَهؤُلاَءِ بِالْخَيْلِ، أَمَّا نَحْنُ فَاسْمَ الرَّبِّ إِلهِنَا نَذْكُرُ." (مز 20: 7). هؤلاء بالحق الذين يمتطون خيولًا ينامون ويهلكون. ربَّنا له خيول أيضًا، لكن له بجانب ذلك جبال مشرقة، أمَّا جبال الشيطان فمملوءة ظلامًا.
القديس جيروم
* كُتبفي سفر المزامير: "باطل هو الفرس لأجل الخلاص" (مز 33: 17)؛ وجاء في موضع آخر في الكتاب المقدَّس: "الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ" (خر 15: 1). كانت الوصيَّة الصادرة لملك إسرائيل ألاَّ يمتطي خيلًا (تث 17: 16)... أظن أن الخيول هي البشر الخطاة وراكبيها هم الشيَّاطين التي تمتطي الأشرار، الذي تحوَّل إلى مُضطهد هو فرس، والشيطان هو قائده الذي يرشقنا برمح. الخيل يجري والشيطان يرشق بالرماح. الخيل مسُوق في حالة هياج بمن يثيره ويهيِّجه بجنون بغير إرادته.