![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بروح النبوَّة علم موسى النبي أن الشعب سيُصر على إقامة ملك لهم مثل سائر الشعوب، وجاء الحديث هنا يضع الخطوط العريضة لما يلتزم به الملك. لم يعدهم الله بملكٍ ولا أمرهم أن يختاروا لهم ملكًا، بل جاءت الشريعة تنظم وتكشف عن سمات من يكون ملكًا. لقد أراد الله أن يكون هذا الشعب هو خاصته، يميِّزهم عن سائر الشعوب، وينسبهم إليه بكونه ملكهم. فإن اشتهوا أن يكون لهم ملك، يسمح لهم بذلك بشرط أن يحقِّق إرادة الله، وأن يكون ظلاًّ ورمزًا للملك المسيَّا. شرع الناموس القوانين الخاصة بالحكم الملكي، فإنَّهمإن طلبوا ملكًا يلزم أن يكون الملك باختيار الله نفسه، ومن شعب الله، وليس إنسانًا غريبًا بسبب قوَّته أو إمكانيَّاته الفائقة أو شخصيَّته القويَّة. يخشى لئلاَّ ينحرف بالشعب إلى العبادة الوثنيَّة والآلهة الغريبة، ويدفع الشعب إلى ممارسات دنسة غير لائقة. لذلك يليق بالملك أن يكون مؤمنًا، يحمل رمزًا للملك الحقيقي، المسيَّا المخلِّص، الذي هو عظم من عظامنا (عب 2: 14). إذ يكون الملك مؤمنًا يشتاق أن يحقِّق لا إرادته الذاتيَّة بل إرادة الملك السماوي، ملك الملوك. إذ طلب منهم ألاَّ يختاروا رجلًا أجنبيًا كملك واضح أن الشريعة أعطت للشعب حق اختيار الملك. وواضح من الوصيَّة هنا تأكيد الله التزام الشعب بالعمل الإيجابي في اختيار الملك (وبالتالي كل القيادات). فمن حق كل إنسان، بل من واجبه أن يُساهم في اختيار القائد المؤمن الذي يسلك بروح الرب. لذلك ركَّز الرسول بولس على التدقيق الشديد في اختيار الشماس أو الكاهن أو الأسقف في رسائله (1، 2 تيموثاوس، تيطس). |
![]() |
|