![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "قضاة وعرفاء تجعل لك في جميع أبوابك التي يعطيك الرب إلهك حسب أسباطك، فيقضون للشعب قضاء عادلًا" [18]. يليق بالقاضي أن يدرك أن من قبل محبَّة الله وتنازله سُمح للإنسان أن يمارس القضاء، "لأن القضاء لله" (تث 1: 17). القاضي هو وكيل وسفير عن الله، لذا يليق أن يقدِّم صورة لائقة بهذا المركز الخطير. لقد دُعي القضاة آلهة: "في وسط الآلهة يقضي، حتى متى تقضون جورًا، وترفعون وجوه الأشرار؟!" (مز 82: 1-2). ويوصينا الرسول بولس: "لتخضع كل نفسٍ للسلاطين الفائقة، لأنَّه ليس سلطان إلاَّ من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتَّبة من الله" (رو 13: 1). لقد أقام لهم قضاة حسب أعدادهم مع رؤساء ألوف ورؤساء مئات وذلك في البريَّة. الآن وهم قادمون إلى المدن يقيم لهم قضاة وعرفاء (الهيئة التنفيذيَّة للقضاء) تكون عند كل مدينة وقرية. فكما ينطلق الرجال إلى بيت الرب للعبادة بفرحٍ، يجدون عند بيوتهم من ينصفهم من الظلم ويدافع عن المظلومين منهم. بجانب السبعين شيخًا الذين اختارهم موسى فصاروا نواة وبداية لمجمع السنهدرين الذي يجلس للقضاء في القدس أقيم في المدن الكبرى وفي المدن الصغيرة التي تحوي أكثر من 120 عائلة مجالس قضاء حسب تعداد المدينة، وقد تجدَّد ذلك في أيَّام يهوشافاط (2 أي 19: 5، 8). يرى البعض أن العرفاء officers هنا هم مجموعة السكرتاريِّين والكتبة الذين يرافقون القضاة، لمساعدتهم، وربَّما يكونون أشبه بمشيرين لهم يقدِّمون مشورات تسندهم. لم يذكر هنا عدد القضاة والعرفاء، إذ يختلفون من مدينة إلى مدينة أو من قريَّة إلى أخرى حسب التعداد. لقد طلب الله من الشعب أن يقيموا القضاة، فيختاروا من يروا فيهم روح العدالة وعدم المحاباة. جاء في النص العبري "قضاء عادلًا عادلًا"، هذا التكرار يشير إلى التأكيد. تكرارها مرَّتين، ربَّما لأن رقم 2 يشير إلى المحبَّة التي تجعل من الاثنين "واحدًا"، وكما قدَّمت الأرملة الفلسين في الخزانة خلال حبَّها، وأيضًا قدَّم السامري الصالح فلسين للفندق من أجل الاهتمام بالجريح علامة حبُّه. هكذا يليق بالقاضي وهو يصدر الحكم بالعدل ألاَّ يحمل في داخله كراهيَّة أو بغضة حتى للمحكوم عليهم بالتأديب أو الرجم، إنَّما يلزم أن يحمل في داخله محبَّة لا تنفصل قط عن العدل. |
![]() |
|