![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ارتباط الشعور بالغربة بالفرح السماوي في الرب. "وتفرح في عيدك أنت وابنك وابنتك وعبدك وأَمَتك واللاوي والغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك سبعة أيَّام تعيِّد للرب إلهك في المكان الذي يختاره الرب، لأن الرب إلهك يبارك في كل محصولك، وفي كل عمل يديك، فلا تكون إلاَّ فرحًا" [14-15]. هذا العيد هو دعوة لإدراك حقيقة مركز الإنسان في العالم، إنَّه غريب. وكما يقول المرتِّل: "لأنِّي أنا غريب عندك، نزيل مثل جميع آبائي" (مز 39: 12). هذه النظرة ليست تشاؤميَّة، إذ يرافقها تطلُّع نحو السماء المفتوحة وأذرع الله المبسوطة للمؤمنين، لكي ينطلقوا إليه ويستريحوا فيه. . وكما يقول الرسول بولس: [لأنَّنا نعلم إنَّه إن نقُض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيدٍ أبدي] (2 كو 5: 1). الشعور بالغربة مصحوبًا بالرجاء في السماء يولِّد فرحًا داخليًا. هذه هي إرادة الله لنا أن نفرح أمامه، وتفرح قلوب الآخرين معنا. إن كان يليق بمن هم في ظل الناموس أن يفرحوا ويبعثوا الفرح في حياة الآخرين كم بالأكثر يليق بنا نحن الذين دخلنا إلى عهد النعمة وتمتَّعنا بسكنى الروح القدس الدائمة فينا، هذا الذي يهبنا ثماره التي هي المحبَّة والفرح إلخ. يفرح المؤمن من أجل ما وهبه الله من عطايا وبركات، ويفرح أيضًا أنَّه يعطي الغير، فيكون فرحه في العطاء أكثر من الأخذ، حاسبًا فرح إخوته فرحًا له! إنَّنا نفرح في العيد من أجل الرب نفسه عيدنا، ومن أجل عطاياه التي تعلن عن حبُّه لنا، ومن أجل إنَّه يهبنا بركةالعطاء للغير فتفرح قلوبهم، ونفرح من أجل مواعيده الصادقة والأمينة التي ننالها حين يحملنا إلى حضن الآب عِوض المظال التي نعيش فيها هنا، ونتمتَّع بشركة المجد معه. إنَّنا لا نعرف هنا إلاَّ الفرح الروحي الداخلي: "فلا تكون إلاَّ فرحًا" |
![]() |
|