![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "فتذبح الفصح للرب إلهك غنمًا وبقرًا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه. لا تأكل عليه خميرًا، سبعة أيَّام تأكل عليه فطيرًا خبز المشقَّة، لأنَّك بعجلة خرجت من أرض مصر لكي تذكر يوم خروجك من أرض مصر كل أيَّام حياتك. ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك سبعة أيَّام. ولا يبت شيء من اللحم الذي تذبح مساء في اليوم الأول إلى الغد. لا يحل لك أن تذبح الفصح في أحد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك. بل في المكان الذي يختاره الرب إلهك ليحل اسمه فيه هناك تذبح الفصح مساء نحو غروب الشمس في ميعاد خروجك من مصر. وتطبخ وتأكل في المكان الذي يختاره الرب إلهك، ثم تنصرف في الغد وتذهب إلى خيامك. ستَّة أيَّام تأكل فطيرًا وفي اليوم السابع اعتكاف للرب إلهك لا تعمل فيه عملًا" [2-8]. سبق لنا الحديث عن طقس هذا العيد في تفسير خروج 12، وعدد 28. أمَّا هنا فنركِّز على النقاط التالية. أن تقدَّم ذبائح العيد في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه [2، 6-7]. لم يشر هنا إلى أورشليم، إذ لم يكن قد بُني الهيكل بعد. هذا يؤكِّد أن السفر قد كُتب قبل عصر داود حيث اختيرت أورشليم كمدينة الله ليُقيم فيها سليمان بن داود هيكل الله. تُقدَّم الذبائح "في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه" [2]، مؤكِّدًا أن بيت الرب هو هبة الله لشعبه، يختار الموضع ليُعلن سكناه في وسط شعبه. هكذا إذ يتطلَّع الإنسان إلى أعماقه يرى في داخله هيكلًا اختاره الرب لكي يقدِّم فيه ذبائح الحب والشكر لله خلال الصليب "ذبيحة الفصح". في داخلنا أورشليم الروحيَّة التي اختارها الله بنفسه مدينته المقدَّسة، وأقام فيها هيكله، ويتقبَّل في داخلها تقدماتنا. لا زالت الوصيَّة قائمة: "تذبح الفصح للرب إلهك غنمًا وبقرًا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه" [2]. ما هو هذا المكان سوى الجلجثة، حيث قُدِّمت ذبيحة الفصح الفريدة، فإن كل تقدمة أو ذبيحة تُقدَّم خارج الجلجثة لن يشتمها الله الآب رائحة سرور ورضا. هذا هو عمل روح الله القدُّوس، الذي يجعل من الكنيسة جلجثة يلتقي فيها المصلوب مع محبوبيه القادمين ليحملوا معه صليبه. هناك تقدَّم ذبائح الحب الحق. عمل الروح القدس أيضًا أن يُقيم من النفس جلجثة ويبني مذبحًا غير مصنوع من حجارة، بل هو مذبح فائق، فيه يُعلن مسيحنا صليبه، وتجد النفس لذَّتها باللقاء معه قائلة: "تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي، أدخلني إلى بيت الخمر وعَلَمه فوقي محبَّة" (نش 2: 3-4). ليتنا لا نذبح الفصح في الموضع الذي نختاره نحن، بل يختاره روح الرب ويُقيم منه جلجثة حقَّة! |
![]() |
|