![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مَخافَةَ أَن يَضَعَ الأَساسَ ولا يَقدِرَ على الإتمام، فيأخُذَ جَميعُ النَّاظِرينَ إِلَيه يَسخَرونَ مِنه. "مَخافَةَ" في الأصل اليوناني ἵνα μήποτε (معناها ربما) تُشِيرُ إِلَى نَبْرَةٍ تَحْذِيرِيَّةٍ مِنَ التَّسَرُّعِ فِي اتِّخَاذِ قَرَارٍ لَا يَتَنَاسَبُ مَعَ المَشْرُوعِ. فَالتِّلْمِيذُ الحَقِيقِيُّ لَا يَسِيرُ وَرَاءَ يَسُوعَ بِانْدِفَاعٍ سَطْحِيٍّ، بَلْ بِقَرَارٍ رَاسِخٍ وَمُدْرَكٍ لِلتَّبِعَاتِ. "أَنْ يَضَعَ الأَسَاسَ وَلا يَقْدِرَ عَلَى الإِتْمَامِ" تُشِيرُ إِلَى الاِلْتِزَامِ بِالفِطْنَةِ وَالقَنَاعَةِ حَسَبَ الإِمْكَانِيَّاتِ المُتَاحَةِ، كَمَا يَقُولُ المَثَلُ الشَّعْبِيُّ: "عَلَى قَدْرِ فِرَاشِكَ مِدَّ رِجْلَيْكَ." هُنَا يَدْعُونَا الإِنْجِيلُ إِلَى الحَذَرِ مِنَ الاندِفَاعِ وَالطُّمُوحِ وَالتَّهَوُّرِ فِي اِتِّبَاعِ يَسُوعَ، وَمِنَ الاِكْتِفَاءِ بِالعَاطِفَةِ الدِّينِيَّةِ السَّطْحِيَّةِ غَيْرِ المُؤَسَّسَةِ عَلَى الإِيمَانِ الرَّاسِخِ وَالمَحَبَّةِ الصَّادِقَةِ وَالإِرَادَةِ الصَّامِدَةِ أَمَامَ الصُّعُوبَاتِ. فَالعَاطِفَةُ وَحْدَهَا مُؤَقَّتَةٌ وَضَعِيفَةٌ، لاَ تَلْبَثُ أَنْ تَنْهَارَ وَتَضْمَحِلَّ أَمَامَ مَطَالِبِ يَسُوعَ الشَّاقَّةِ. لِذَلِكَ يُشَدِّدُ الإِنْجِيلُ عَلَى حِسَابِ النَّفَقَةِ وَوَضْعِ أَسَاسٍ مَتِينٍ فِي الإِيمَانِ، حَتَّى لاَ نَسْقُطَ فِي مَسِيرَةِ التِّلْمَذَةِ. |
![]() |
|