نحن لا نسعى إلى التَّعرف على الذات عن قرب، وإلى الغوص والتعمُّق في خفاياها بهدف زيادة وعينا الذاتي، فنمضي في الحياة بطريقةٍ فوضوية، منتظرين أن تأتي الحلول لمشكلاتنا من الخارج، غير واعين أنَّ الحلول الحقيقية لكلِّ ما نعاني منه تكمن في دواخلنا؛ فعوضاً عن سعينا اللاهث إلى تغيير الخارج والتعويل عليه، كان أحرى بنا أن نُعوِّل على دواخلنا، حيث يقبع الخلاص الحقيقي.
يعدُّ سعي النفس من أسمى وأنبل أنواع السعي، وهو السبب في 98% من الأحداث التي نعيشها. والسؤال هنا: ماذا لو أنَّ وعينا الذاتي مفتاحنا إلى الحياة بأسرها؟ وماذا لو أنَّ فرص الحياة ترضخ لإشارةٍ واحدةٍ من وعينا العالي؟ وماذا لو أنَّ حالة السلام والاطمئنان والسكون مقترنةٌ بوعينا الذاتي العالي، وأنَّ علينا العمل على الرفع من سويَّة وعينا لنصل إلى استشعار أرقى المشاعر وأنبلها على الإطلاق؟ وهل خضع كلُّ شخصٍ ناجحٍ إلى جلساتٍ حميميةٍ مع ذاته، مُطوَّلةٍ ودوريَّة؛ بغية الوصول إلى العمق المنشود الذي يوصله إلى الفلاح في الدنيا