بابا قدّيس دافع بكلّ جرأة عن وديعة الإيمان الحقّ
القدّيس زافيرينوس
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس البابا زافيرينوس في 26 أغسطس/آب من كلّ عام؛ هو من تُوِّج بإكليل الشهادة حبًّا بالمسيح.
أبصر زافيرينوس النور في القرن الثاني في مدينة روما، وحصّن ذاته بمحبّة المسيح التي عَمِلَ على ترجمتها قولًا وعملًا صالحًا. ولمّا استشهد القدّيس البابا فيكتور الأوّل حبًّا بالربّ يسوع عام 198، أي في خلال اضطهاد عبدة الأوثان للمسيحيّين، بدأ الشعب يُصلّي بحرارة، متضرّعًا إلى الربّ يسوع لاختيار خلف مناسب له. وبإلهام من الروح القدس، جثمت حمامة بيضاء على رأس زافيرينوس، وهكذا اختير ليكون حبرًا أعظم وحظي بمحبّة الجميع.
وراح هذا البابا القدّيس يُدير أمور كنيسته في الخفاء، بهدف حماية حياته من موجة الاضطهاد التي كانت سائدة آنذاك. لكن بعدما هدأت تلك الموجة، أعلن البابا زافيرينوس جهارًا رئاسته الكنيسة المقدّسة، وجاهد بكلّ عزيمة وشجاعة وقوّة دفاعًا عن الإيمان الحقّ. وقد أسهَمَ بفضل أمانته وغيرته الرسوليّة في اعتناق كثيرين الدين المسيحيّ.
وبعدما قاد هذا البابا الكنيسة المقدّسة بكلّ حكمة وقداسة على مدى 19 عامًا، جاءت الساعة، فسار زافيرينوس في درب جلجثته، مُتحمّلًا شتّى أنواع الآلام، على مثال الرسل الأطهار الذين استشهدوا حبًّا بالمسيح، لأنّ المحبّة الحقيقيّة تبلغ أسمى درجاتها عندما يُضحّي المحبّ بنفسه لأجل مَن يُحبّ، عملًا بقول الربّ يسوع: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو 15: 13). وقد تُوّج هذا البابا القدّيس بإكليل الشهادة في 26 أغسطس/آب عام 217، معانقًا فرح الحياة الأبديّة.
نسألك يا ربّ في تذكار هذا القدّيس الشهيد أن تُعلّمنا كيف نحبّك من كلّ كياننا، ونشهد لإيماننا القويم بكلّ جرأة وغيرة وأمانة، حتّى الرمق الأخير.