![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✞ دعـوة الرسـل أتوا إليـه صيادي سـمك، وأصبحوا صيــادي النـاس: هلـمّ ورائـي فأجعلكما صيادي الناس. وهذا ما سبق أن قال عنه إرمياء النبي: ها أنـذا مُرسل صيادين فيقتنصونهم عن كل الجبال والمرتفعات (16: 16). لو كان أرسل حكماء، لقالوا إنهم أقنعوا الشعب فكسبوه، أو أنهم خدعوه فاستولوا عليه. ولو كان الرسـل أغنياء، لقالـوا إنهم موَّهوا على الشعب بإشـباعه ، أو إنهم رشوه فسيطروا عليه. ولو أرسـل أقوياء، لقالوا إنهم هوَّلـوا له بالقوة، أو قمعوه بالعنـف. غير أن الرسـل لم يكن لديهم شيء مـن كل هذا. فقد أظهر الرب ذلك للجميع بمثل سـمعان؛ كان جبانـاً، فخاف مـن صوت خادمة؛ وفقيراً، فلم يستطيع أن يدفع قـسطه مـن الجزية، نصف إسـتار. ويقول: ليس لدي ذهب، ولا فضة (أعمال 3: 6). ولم يكن مثقفاً ليعرف أن يتخلَّص بحيلـة عندمـا أنكـر الرب. فخـرج إذاً صيـادو السمك هؤلاء، وتغلبوا على الأقوياء والأغنياء والعقلاء. يا للأعجوبة العظمى! ضعفاء على هذا الشكل، استمالوا الأقوياء إلى عقيدتهـم بغير عنف؛ مساكين علَّموا الأغنيـاء، وجهلة جعلوا مـن الحكمـاء والفقهـاء تلاميذ لهـم. لقـد أفسـحت حكمـة العالـم، مجالاً لهذه الحكمة، التي هي الحكمة بالذات. القـديـس افـرام السـوري |
![]() |
|