![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد لأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم قَالَ المَسِيحُ "أُرِيدُ" بَدَلًا مِنْ "أَدْعُو"، نَظَرًا إِلَى اتِّحَادِهِ بِالآبِ، وَمَعْرِفَتِهِ إِرَادَتَهُ وَإِرَادَةَ الآبِ (مَتَّى 12: 28)، وَدَلِيلًا لِمَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الشَّوْقِ العَظِيمِ إِلَى نَوَالِ مَا سَأَلَهُ. بِقَولِهِ "يُريد"، لَم يَعُدْ بِوُسْعِ يَسوعَ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ كَوْنِهِ واحِدًا مَعَنا، فَهُوَ يَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ هظ°ذا الرِّباطُ أَبَدِيًّا، لا يَنْتَهِي بِمَوتِهِ، وَأَلَّا يَهْلِكَ أَحَدٌ. يَسوعُ لا "يَتَمَنَّى" فَحَسْب بَل "يُرِيد" — وَالفَرْقُ شاسِعٌ بَيْنَ الرَّغْبَةِ العابِرَةِ وَالإرادَةِ الثَّابِتَةِ الَّتي تُعَبِّرُ عَنْ تَصْمِيمٍ إِلهِيٍّ لا يَلِين. فَـ"يُرِيدُ" هُنا تَعْنِي أَنَّ مَحَبَّتَهُ لا تَخْضَعُ لِتَقَلُّبَاتِ الزَّمَنِ، وَلا لِضَعْفِ الإِنْسَان، بَل تَبْقَى راسِخَةً كَمَا هِيَ، لِأَنَّهُ هُوَ أَمِينٌ إِلٰهِيًّا. لَقَدِ ٱخْتَارَنَا، وَيُرِيدُ أَنْ نَكُونَ مَعَهُ واحدًا، وَهٰذِهِ الإِرَادَةُ الإِلٰهِيَّةُ لا تَضْعُفُ أَمَامَ الصَّلِيبِ، بَل تَتَقَوَّى فِيهِ وَتَبْلُغُ كَمَالَهَا فِي الْبَذْلِ وَالْفِدَاءِ. |
![]() |
|