![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحْدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني "أَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني"، فَتُشِيرُ إِلَى أَنَّ الآبَ يُحِبُّنَا فِي الابْنِ، كَمَا يَقُولُ بُولُسُ الرَّسُولُ: "ذلِكَ بِأَنَّهُ اختارَنا فيهِ قَبلَ إِنْشاءِ العالَم، لِنَكونَ فِي نَظَرِهِ قِدِّيسِينَ بِلا عَيبٍ فِي الْمَحَبَّةِ "(أفسس 1:4). وَيُمَيِّزُ الْقِدِّيسُ أُوغُسْطِينُوس بَيْنَ حُبِّ الآبِ لِابْنِهِ وَحُبِّهِ لَنَا؛ فَالآبُ يُحِبُّ الابْنَ مِنْ جِهَةِ لَاهُوتِهِ، إِذْ وَلَدَهُ مُسَاوِيًا لِنَفْسِهِ، وَيُحِبُّهُ أَيْضًا كَوْنَهُ جَسَدًا، لِأَنَّ الابْنَ الْوَحِيدَ صَارَ إِنْسَانًا، وَبِكَوْنِهِ الْكَلِمَةَ، فَإِنَّ جَسَدَ الْكَلِمَةِ عَزِيزٌ عَلَيْهِ. أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لَنَا، فَبِكَوْنِنَا أَعْضَاءَ فِي ذَاكَ الَّذِي يُحِبُّهُ، وَلِكَيْ نَصِيرَ كَذَلِكَ، أَحَبَّنَا لِهَذَا السَّبَبِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنَا. وَبِعِبَارَةٍ أُخْرَى كَمَا يُعَلِّقُ الْقِدِّيسُ أَمْبْرُوسْيُوس: "حُبُّ الآبِ لِابْنِهِ حُبٌّ سَرْمَدِيٌّ، أَمَّا حُبُّهُ لَنَا فَبِالنِّعْمَةِ الَّتِي تُؤَهِّلُنَا لِهَذَا الْحُبِّ." وَقَدْ أكدَ السَّيِّدُ الْمَسِيحُ هُنَا أَنَّهُ لَيْسَ وَحْدَهُ يُحِبُّ تَلَامِيذَهُ، بَلْ أَبُوهُ أَيْضًا يُحِبُّهُمْ، إِذْ قَالَ: "وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني." |
![]() |
|